الأحد، 22 أبريل 2012

عندما يهيمن رجال الدين

لم ننفض غبارحوادث إطلاق النار في عرابة بعد، وها هي رجعية الدين تنجح بمفاجئتنا من جديد بخبر مفاده أن مجهولون شوّهوا لافتات في أم الفحم لمجرد كونها تعرض صور وجوه لنساء.
بالرغم من خطورة ما فعل اولئك المجهولون استطعت أن أتفهمهم، ففي كلّ بلدة عربية هناك شباب طائش يبعث الخراب في البلدان بالعنف والسلاح، أو بتدمير الممتلكات الخاصة - تختلف المبررات، وتبقى الأسباب والنتائج ذاتها.
أما تشريع ناصر إغبارية، المتحدث الرسمي بإسم بلدية ام الفحم، والمنتخب من قبل الحركة الإسلامية بطلبه من أصحاب المحلات التجارية في أم الفحم "بعدم وضع صور لنساء الامر الذي يتنافى العادات والتقاليد الفحماوية"، على حدّ قوله، فهو الذي فاجئني.
لذا، قررت أن أعلق ببعض النقاط حول تعقيب المتحدث بإسم البلدية:
  1. إن مكانة ناصر إغبارية الإجتماعية تتطلب منه أن يكون قدوه للشباب الطائش، لا أن يشجعهم على أفعالهم بتصريحات كتصريحه أعلاه. فعلى حدّ علمي، ليست عاداتنا وتقاليدنا تربي على التخريب والعنف والمس بممتلكات بعضنا البعض.
  2. إن محاولة تصوير الخلاف وكأنه خلاف يخصّ أبناء أم الفحم لا غير، غير مقبول. فبالرغم من كل تضييقات السلطات، ما زلنا شعبا، ومجتمعا متماسكا لا قبائل ودويلات مستقلة. إن تصريح كهذا خطير جدّا، وقد صادفت بعض التعليقات الفحماوية حول الموضوع التي تطلب منا ألا نتدخل كوننا لسنا سكان أم الفحم، بهذا أقول لكم: إن المجتمع الفلسطيني هو أم الفحم، وأم الفحم هي المجتمع الفلسطيني، فرجاءا، لا تطلبوا منّا الا نتدخل في مجتمعنا.
  3. أما التصريح الأخطر هو تصوير مجتمعنا، كمجتمع فاشي، يفرض رأي الأغلبية بحجة العادات والتقاليد ويمنع شتى الحريات. وبهذا أود أن أسأل السيد ناصر إغبارية ما رأيه بالاقتراح الفرنسي لمنع الحجاب لأنه "يتنافى مع العادات والتقاليد الفرنسية ؟". ليست العادات والتقاليد حجّة كافية بنظري - وبنظركم كذلك حسب تصريحاتكم السابقة حول فرنسا - لكبت الحريات.
  4. أخيرا، أود أن أذكركم، أن وجه المرأة كان وما زال موجودا في كلّ مكان، في منازلكم، في شوارعكم، في مستشفياتكم وحوانيتكم. فإما أن تبعثوا بكل نساء أم الفحم الى خارجها، كي تحترموا العادات والتقاليد، وإما أن تراجعوا عاداتكم وتقاليدكم لتناسب الواقع.

Share/Bookmark