الأحد، 23 ديسمبر 2012

نبيل شعث يرثي شريكه الصّهيوني قائد الأركان الإسرائيلي السّابق \\ ترجمة


ترجمة لعامود نشره اليوم نبيل شعث في صحيفة يديعوت أحرونوت يرثي بها أمنون ليفكين شاحاك.

نبيل شعث. سلام يا شريك.

عدوّي، صديقي

سيسأل الكثيرون: ما الّذي قد يدفع بفلسطيني لأن يرثي جنرالا إسرائيليّا ؟ والإجابة بسيطة للغاية: أمنون ليفكين شاحاك كان شريكيا بالسّلام، وبقي ملتزما بهذا المسار حتى يوم وفاته.
التقيته في منزله قبل شهر. كان واهنا وهشّا حيث خرج لملاقاتي متّاكئًا على الرّكائز، ولكنّه صان ابتسامته التي عرفتها حسن المعرفه، وقال أنه مصرّ على البقاء حتى تحقيق السّلام. حملتني الذّكريات للقائنا الأول - في سنة 1993 في طابا، مصر.
وصلت طابا بعد القمّة الإسرائيلية الفلسطينية بالقاهرة برئاسة رابين وعرفات. اختارني عرفات كي أكون رئيسا للبعثة الفلسطينية، واختار رابين أمنون في الجهة المقابلة. تصافحنا. ابتسم وقال: "دكتور شعث، في بلادي أنت أكثر شهرة منّي، وأنت تفوقني مهارة بكتابة الخطابات. سأسعد إن إلقيت نظرة الخطاب الذي كتبت للإفتتاح الرسمي للمفاوضات". وفق هذا التواضع الصّادق إفتتحنا المفاوضات. مشينا على شواطئ طابا، ومعا كنّا موضوع الصّورة الشّهيرة: الجنرال والبروفيسور يقودون مفاوضات للسّلام.
عندما عدت الى القاهرة، تلّقيت شرحا حول الجنرال الّذي التقيت في طابا. قيل لي أنه شارك بالإجتياح الإسرائيلي، الذي قتل به بعض أعزّائي المقربين. كان هذا بمثابة صدمة حقيقية. كنّا أعداءا أثناء الحرب، وبات كلّ ذلك حينها قضيّة شخصية للغاية.
قرّرت الإستقالة، ولكنّ عرفات عارض الخطوة وطلب منّي أن أتراجع عنه. صارحت أمنون حول شعوري في لقائنا التّالي، وكانت وردّني ب: "أنا أعرف أنه أمرا صعبا، ولكن لهذا بالضّبط نحن هنا. قتلنا واحدا الاخر بما فيه الكفاية،. حان وقت التّوقّف. أنا هنا كي أضمن حياتنا المشتركة بسلام بدولتين، واحدة بجانب الأخرى".
قضينا ثمانية الأشهر التالية مع طواقمنا محاولين للمرة الحقيقيّة الأولى بتطبيق قرارات أوسلو. تعلّمنا أن نتعرّف واحدا على الاخر بتلك الفترة، وكان واضحا أن التزامه بالسّلام حقيقي وصادق. كان إبنا لجيلا ثالثا من الصّبّاريين حيث عاش جدّه في صفد - وهناك ولدت أنا. كانت المفاوضات قاسية، مفصّل وأحيانا صعبا للغاية، ولكنّنا لم نهجر الطّريق. لم نتنازل. كنّا مصمّمين أن نصل لاتفاق خلال ستّة أشهر.
يديعوت أحرونوت، يوم الأحد \\ التاريخ 23.12.2012 \\ ص 32 - نبيل شعث يرثي قائد الأركان الإسرائيلي السّابق.

تمّ التوقيع على الإتفاق بتأخير أسبوعين فقط. وكان النّهار الأخير صعبا. عرفات، رابين، والرّئيس  مبارك، ووزير الخارجية الأمريكي وورن كريستوفر إنضموا الينا. أجرينا الحديث حتى ساعات الّيل المتأخرة، أمنون وأنا استمرينا بالمحادثات حتى ساعات الصّباح، حتى موعد التّوقيع.  كانت هناك بعض المطبّات في سيرورة التّوقيع، ولكنّا ساهمنا بالتّغلب عليهنّ، كلّ واحد مقابل زعيمه.
عملنا سويّة كي نطبّق الإتفاق التاريخي، الذي فتح عصرا جديدا من الأمل. غرفات والقيادة الفلسطينية عادوا الى غزّة، ومن ثمّ الى الضّفة الغربيّة. السّلطة الفلسطينية تأسست، واستمرت المحادثات. كان مقتل رابين بمثابة ضربة قاسمة بوجه أمل السّلام، ولكنّنا حاولنا بمساع مشتركة إنقاذ عمليّة السلام، دون نجاح يذكر.
أمنون ترك الجيش، وفي نهاية المطاف الحكومة كذلك، ولكنه بقي مخلصا لالتزامه بالسّلام. لم يفهم حينها ما الذي يقتضيه هذا السّلام المركّب كي ينجح: برنامج حقيقي لدولتين، ما يضمن أمن إسرائيل، ويضمن للفلسطينيين دولة مستقلة وحرّة. مع أنّنا جلسنا في إتجاه معاكس على طاولة الحوار، بحثنا طوال الوقت عن معادلة تكون بمثابة إنتصار لكلا الطرفين.
في لقائنا الأخير بدا أمنون متألّما وقلقا من خسارة الأمل ودعم الرأي العام لحل السّلام، ولكن إصراره للسعي لحلّ لم تنقص. تبادلنا الحديث لساعتين، وزادني تشجيعا بإصراره وقوّة تحمّله. أهديته شتلة خضراء داخل وعاء، وكلانا عبّرنا عن أملنا أن يعيش ليراه يزهّر.
سأذكر أمنون دوما كشريكا في السّلام. وكما وعدته بلقائنا الأخير، سأواصل بمساعي لإحلال السّلام.

***
(1) يديعوت أحرونوت: إحدى الصحف الإسرائيلية الأكثر شعبيّة لدى الجمهور الإسرائيلي.
(2) أمنون ليفكين شاحاك: رئيس الأركان الخامس عشر لجيش الدّفاع الإسرائيلي، شارك بالحكومات الإسرائيلية وزيرا للسياحة والمواصلات. من أهم "إنجازاته" كرئيس أركان: قيادة عمليّة عناقيد الغضب في لبنان وإعلان حزب الله كمنظمّة حرب عصابات إرهابية.
(3) الصّباري: لقب باللغة العبريّة يطلق على اليهودي الّذي ولد في إسرائيل ولم يأت إليها عبر الهجرة \ جيل ثالث للصّباريين أي أن جدّه هاجر بالهجرات الممنهجة من قبل الحركة الصّهيونية الى فلسطين.

Share/Bookmark

عندما قرّر سعيد أن يكتب


أنا والرفيق سعيد جمعتنا السّياسة. لا أذكر من لقائي الأوّل مع سعيد سوى الكثير من الثرثرة مع مندوبي الأحزاب محاولين أنا وهو بدورنا تصعيد النّضال الطّلابي، وهم بدورهم ساومونا كي لا "تتأجج الأرواح" وكي لا نورّط أنفسنا والطّلاب "بمشاكل نحن بغنى عنها".
بعد سنوات من ذات النّضال الذي تكرّر بنفس الثرثرة ونفس النّقاشات مع  الجماعة المحزّبين، سكنّا سويّة. تحوّلت شقّتنا الصغيرة الخضراء الى دار تعجّ بالنقاشات السياسية. في الصّباح كنّا نشرب القهوة العربيّة، وفي الليل الجعة مع رفيقتنا ثورة. ناقشنا خلال السنة التي سكنّاها معا معظم الأمور السياسية والإجتماعية - وأضفت الرفيقة ثورة طابعا نسويّا لنقاشاتنا.
أنا والرفيق سعيد جمعتنا السياسة.  بعد أن جرّبنا كل النّقاشات وكل الحوارات، صار من الصّعب أن نختلف على أمر ما (إلا سوريا - إلّا رسول الله) - وصرت أترك تعليمي أحيانا لأرافقه الى حصص الفلسفة في جامعة تل أبيب، وتعلّمت منه الكثير الكثير. فتحول من "بو الشريك" الى رفيق بكلّ ما تحمل الكلمة من معنى.
أنا والرّفيق سعيد في الأردن نبحث عن محترف الرّمال في عمّان - تصوير ثورة
حاولت أن أقنع سعيد أكثر من مرة أن يكتب، ولكنّه رفض وفضّل القراءة أكثر فأكثر عوضا عن ذلك. كتب العديد من المسودّات، وأطلعني وثورة عليها - ولكنّه رفض أن ينشرها، لأنه ليس جاهزا.
أمس، أرسل لي الرفيق سعيد رابطا كي أطّلع عليه، وقد سعدت لمرأى عيناي، فقد قرر الرّفيق سعيد انشاء مدوّنته الخّاصة. ما زالت مدوّنته شابّة عذراء - ولكن أعدكم إن تابعتموه، وتابعتم مواضيعه "سيصعّد" في كتاباته، كما يصعّد معنا دائما في سبل النّضال الطّلابي. تابعوه - وتابعوا مواضيعه، ولكم الكثير مّما لم يكتب سابقا حول الدّاخل الفلسطيني، الفلسفة وخواطر هنا وهناك.

رابط لمدوّنة الرّفيق سعيد - الحيوان السّياسي: http://politikon48.blogspot.com

Share/Bookmark

الخميس، 13 ديسمبر 2012

عشنا بسعادة خلال الحرب،


ايليا خامينسكي
****
عشنا بسعادة خلال الحرب،
وعندما دمّروا بيوت الاخرين، تظاهرنا
ولكن ليس بما يكفي، قاومناهم
ولكن ليس بما يكفي. 
... 
(الشعر الكامل بالإنجليزية بالأسفل)
Ilya Kaminsky
****
We Lived Happily During the War
and when they bombed other people’s houses, we
protested
but not enough, we opposed them but not
enough. I was
in my bed, around my bed America
was falling: invisible house by invisible house by invisible house.
I took a chair outside and watched the sun
in the sixth month
of a disastrous reign in the house of money
in the street of money in the city of money, in the country of money,
our great country of money, we (forgive us) 
lived happily during the war

Share/Bookmark