الخميس، 14 نوفمبر 2013

عن الإسرائيلي الفلسطيني والفلسطيني الإسرائيلي

تكمن المشكلة عموما في الإسرائيليين الذين يعتقدون أنهم أكثر فلسطينيّة من الفلسطينيين أنفسهم، وفي الفلسطينيّين الّذين يعتقدون أنّهم أقلّ معاناة من شرائح أخرى تندرج تحت تعريف الإسرائيلي. لن أستعذر أحدا هنا ولن أحاول أن أجمّل مّما أقول، فالفلسطيني هو فقط الفلسطيني ولا يمكن أن ليهوديّ يغمره نهر الإمتيازات الإسرائيلي أن يصبح"منّا وفينا" - حتّى لو سمع جورج وسّوف أو اشترى سيّارة "سوبر لانسر".

بحسب الرّفيق غسّان المطري: إن اليهود مدّعي اليساريّة يلعبون اللعبة تجسيدا "لشعورهم بالذنب"، أما الفلسطينيين فيدخلون المشهد وينتفضون لما يتعرّضون له من قسوة في ظلّ الاحتلال.

صراحة، عندي مشكلة وجوديّة مع  ظروف الوجود اليهودي في هذه الأرض ولا أخفيها عن أحد - ولكن تاريخنا وجدليّته (يلعن أبو هيك جدليّة) حتّمت علينا لبس قناع في الجامعة، في العمل وفي صندوق المرضى نخلعه عند عودتنا الى البيت والحارة.
لا مشكلة لدي(حاليّا) مع مشهد الإسرائيلي الرّسمي في الحياة اليوم يوميّة - مشكلتي الأساسية مع اليهودي الّذي يدخل الى مساحتنا الشّخصية ويعمل على تغييرها من الدّاخل، ذلك اليهودي التي يأتي الى اجتماعاتنا ويطلب أن نتناقش في العبريّة كي يفهم أو يأتي الى مظاهراتنا ويحوّلها من ثورية الى سلمية تشفع حبّا وتاخي.

نعست، بكمّل بعدين..


Share/Bookmark

الثلاثاء، 7 مايو 2013

إنتفاضة بيافا - مشهد

مطر أيّار يأتيك مفاجئا - يا رفيق - دون سابق إنذار، لا سواد الغيوم يحذّرك ولا الضباب. في أيّار تمطر وحسب. هكذا حياة "الأعرج" بطل قصّتنا، كلّها مفاجئات.
إذا زرتم يافا صدفة، وصعدتم بذلك الشّارع الصغيرمقابل برج السّاعة قاصدين المسرح من طريق "الجامع الكبير" ستفاجؤون بحميميّة غريبة كما تفاجأ "الأعرج" أوّل مرّة زار البلدة القديمة. سترون بيئة تختلف تماما عن المشهد الصّاخب في تل أبيب: أحجار قديمة للبنيان ومصانع الصّابون، أشجار جليليّة وعصافير تغزو عواميد الكهرباء. وإن قررتم صدفة أن تتوغّلوا أكثر الى الأزقّة الضّيقة حتما ستمرّون بجانب جامع اخر يشمخ أمام البحر وبعض الأديرة المسيحية هنا وهناك تجعلكم تبنون فقاعات  لماضي  يتقاسم فيه المسلم والمسيحيّ قسوة الحياة معا بعيدا عن طائفيّة اليوم.
كلّ الأزقّة هناك تطلّ على شارع الميناء، حيث كانت تختبئ سفن الصّيادين بينه وبين كاسر الأمواج. من الصّعب أن تتعرف على ما تبقّى من ذكريات في الميناء تحديدا فقد تمّ محو معظمها بالمطاعم والمقاهي وقوارب اليهود الأغنياء. قال لي أبو جورج بحسرة يوما - وهو صيّاد يافيّ قديم ترك الصّيد منذ زمن طويل : "في الماضي يا بني، كانت القوارب من خشب والصّياديون من حديد، أما اليوم فالقوارب من حديد والصّيادون من خشب". أبو جورج تحدّى المحيط بقاربه الخشبيّ واعتزل الصّيد عندما أعطوه القارب الحديدي وأخذوا منه الميناء والسّمك.

وقف الأعرج أعلى تلّة يافا القديمة، ينظر الى الى قوّات الشرطة تنزل من سيّاراتها مدجّجة بأسلحتها السّوداء. هذه المرّة لن يتراجع، فقد اتفق ورفاقه على التّصعيد. تذكّر طارق بن زياد عندما كان هو الاخر من الجهة الأخرى للبحر وحرق السّفن. وقف "الصّغير" - كان قصير القامة لحيته حمراء غير مكتملة - مخاطبا الشباب والفتيات في ساحة المسرح: "يا رفاق، يا رفيقات - سكتنا كثير. إجا الوقت نفرجيهن إنو يا إحنا يا هنّي هون. بالنّاصرة ولّعت، بإم الفحم والمثلث ولّعت، حيفا، عكّا، سخنين وكل فلسطين.. واليوم بدنا نولّعها بيافا !!". قاطعه يونس - كان يونس أكبرهم سنّا: شابّ يافي أسمر أصلع ضخم ورشيق: "ولا شوي شوي - خلينا نحسبها بعقل ومش عالطحمسه - هون عند السّرايا إحنا أعلى منهن، وهاي الأفضلية ممنوع نخسرها. في معنا عجال، خلي شبّين يولعوا عجال ويحطوا حجار عشان نسكّر الشوارع وما يجولنا بالسيارات - شارع ييفت ما تهحكلوا همّه الشباب اللي فوق هني بسكروه.. مين ييجي معي ؟".



البقيّة قد تأتي...

Share/Bookmark

السبت، 23 مارس 2013

أقوال مأثورة

جليلنا مالك مثيل،
وترابك أغلى من الذّهب،
ما نرضى بالعيش الذّليل،
لو صرنا لجهنّم حطب.
**
نادى المنادي بالجليل
أرض العروبة للعرب
أرض العروبة للعرب
صهيوني شيّل وارحل

Share/Bookmark

الأربعاء، 13 مارس 2013

شجرة جيلمان

وحدها الأشجار القديمة
 تُخلّد جذور التّاريخ.
لا البنيان العالية
التي تموت بأوّل صراع حضارات
ولا المؤرّخ طويل اللحية
الذّي يشرب القهوة تحتها
فهو سيموت أيضا.
**
الأشجار لا تسأل عن
حركة التّاريخ،
ولا تتصارع فيما بينها
لكتابة التّاريخ
تحفره بهدوء على أغصانها،
بصمت خانق،
وتعيش.

ملاخظة : هذا ليس شعرا، هذا نثر مكبوس فيه كثير إنتر.

Share/Bookmark

الثلاثاء، 26 فبراير 2013

صحيح الصّراحة بتجرح -لكنها بتفيد

إن شريحة الفلسطينيين القابعين تحت الإحتلال في عام 48 - أي نحن - نعاني التّناقضات كلّ يوم. أفكّر في ذلك الان وأنا أبحث عن لغة العربية - الفلسطينية في إعدادات الحاسوب، في مكتبة الحقوق في تل أبيب ولا أجدها، فأستعمل اللغة العربية السّعودية لأكتب (saudi arabia = arabic 101). أقع دائما ومن جديد في فخّ المفردات التي عليّ ستعمالها لأصف شريحتنا الفلسطينية دون أن أقلّل من انتمائي للقضية: الفلسطينيون القابعون تحت الإحتلال عام 48 ؟ عرب 48 ؟ فلسطينيو 48 ؟

إن شريحتنا تعيش شعورا مزمنا بالنقص حيث ينقسم هذا الشّعور بين شعور تجاه المستَعمِر الإسرائيلي الذي نريد أن نثبت له دائما أنّنا لسنا أقل منه إنجازا وحضارة وبين باقي شرائح الشّعب الفلسطيني الّذي نطمح لنثبت لها أنّّنا لا نقلّ ثورية وانتماءا للشعب الفلسطيني عنها.
أشعر أحيانا أنّنا نتصرّف بطريقة مازوخيّة كي نغطّي على هذا الشّعور، فنحاسب أنفسنا على أخطاء لم نرتكبها ونعاقب أنفسنا على ظلم تاريخيّ لا علاقة لنا به.

أحيانا، ولنثبت هذا التّناقض نتعامل مع أنفسنا وبلداتنا (عن غير قصد طبعا) كجزء عضوي من المؤسّسة الإسرائيلية مع أنّنا نعرف أنّنا لسنا كذلك. تجسّد ذلك مؤخّرا في نقاش قصيّة التّطبيع عندما زار الفنّان يزن الرّوسان وفرقته أوتوستراد مؤخّرا النّاصرة لإحياء عرض. إن قسما كبيرا من الشّريحة التي أنتمي لها شخصيا عارضت الموضوع بحجّة كونه تطبيعا. ولكن كيف يكون ذلك تطبيعا والنّاصرة فلسطينية ؟ وكيف يكون ذلك تطبيعا والفنّان أردني الجنسيّة والجمهور فلسطيني ؟ هل نحاسب يزن الرّوسان وأنفسنا على إخفاق المملكة الأردنية الهاشميّة عام 1994 ؟

فضّلت الصّمت حينها، ولم أبدي رأيي في الموضوع إلا عندما سألت مباشرة في نقاشات سلمى (قهوة في يافا) ومقاهي الجامعة وكنت أستمر بإعطاء الإجابات الضّبابية التّي تنتهي ب "سيبك - لم أقرر بعد ما موقفي".

في صيف 2012 قامت فرقة مشروع ليلى بإحياء حفل في عمّان، شارك به العديد من اليهود الذين يعتبرون أنفسهم إسرائيليين ويطمحون لتحويل إسرائيل الى جسم طبيعي في الشّرق الأوسط (للمزيد من المعلومات إضغط هنا). في الصّيف الماضي لم أتردّد حيث كان واضحا أن هذا التّوجه هو تطبيع دون أدنى شك فعارضته - وعارضت زيارة من يعتبر نفسه إسرائيليا لمشروع ليلى ويطمح للإندماج في ما سمّوه حينها "الجوّ الكوزمو سياسي" في حوض البحر المتوسّط.

إنّ الفرق بين الحالتين واضح وبديهي. ففي الأولى (أوتوستراد) كانت جميع الأطراف عربيّة. أما في الثّانية فقد كانت المعارضة على اشتراك الإسرائيليين الهادفين لصهر "دولتهم" في الشّرق الأوسط.

حسب رأيي إن مشاركة فرق عربية في إحياء حفلات في بلدات عربيّة وبالتّنسيق مع أطراف عربية فقط لا تعتبر تطبيعا. إن مشاركة الفلسطينيين في احتلال 48 (وليس الإسرائيليين طبعا) بالجو الثّقافي العربي العام إن كان بحضور حفلات لفرق عربيّة، العرض في بلدات عربيّة أو حتّى إنشاء فرق جديدة عربيّة تحوي الفلسطينيين وغير الفلسطينيين (حلم صغير) لا تمتّ لصلة بالتّطبيع.

إن المشاركة في الحيّز الثّقافي العربي العام هي بمثابة مناهضة لمحاولات الأسرلة المستمرة من قبل السّلطات الإسرائيلية. إنها بمثابة رسالة مفادها أنّنا لا نحتاج لمواردهم و برامج التّلفاز خاصّتهم لنطوّر ذاتنا ثقافيّا.
إن هذا الاندماج بالجو الثّقافي العربي هو ما سيجعلنا نتخلّى عن التّطبيع الثّقافي الّذي نمارسه في في حيّز الثّقافة الإسرائيلية ونستمر بتبريره دائما ب "خصوصية عرب 48" لأنه سيفتح لنا الأبواب لجماهير جديدة، لعروض جديدة ولشرك إنتاج جديدة (رغم ما تحمله شرك الإنتاج من جدل). نعم، أنا أطمح لمسرح فلسطيني أردني بتمويل حر ومضمون حر يعرض في حيفا، عمّان، القاهرة ومجدل شمس. إذا كان هذا يعتبر تطبيعا فأنا مع التّطبيع.

إذا قمنا بقياس الأمر بميزان التّكلفة والفائدة فإن الفائدة دون شكّ من الإندماج الفلسطيني في الجو الثّقافي العربي العام سيزيد من انتمائنا لعروبتنا (القصد ليس بالمفهوم القومي المتعصّب) وسيساعدنا على تطوير خطابنا عبر الإستفادة من تجارب وفكر المجموعات العربية التي تحيطنا عوضا عن الإنغلاق.

على فكرة: حتّى كتابة هذه الكلمات ما زلت أتردّد إن كان من المناسب نشرها. خايف أغير موقفي كمان مرة نظرا للشعور بالنّقص المذكور أعلاه.
وشكرا لجوان صفدي الّلي فتّحلي عيوني وخلّاني أطحن راسي تفكير بعد ما كتب مقاله بمدونّته (إضغط للدخول الى مدوّنة جوان).

Share/Bookmark

الخميس، 21 فبراير 2013

ملاك - Angel

لم يكن موعدُ الصّيف قد حان بعد، أوراق الخريف توقفت عن التناثر وطبيعة الجليل وقفت واهنة محتارة لا تعرف كيف تلوّن غيومها.
قُرعت أجراسُ الكنيسة وعلت من خلف جدران القاعة أصوات مزيج من الصّراخ حين والزّغاريد حين اخر. في قريتي، عندما يموت احد الشُّبّان يزيّنوه ويرقصون تخليدا ذكراه.

وفي الجنازة، وقف الغرباء في أوّل صفوف محاولين جاهدين ان يقلّدوا الحزن، أما الاصدقاء فذّخنوا ما تبقّى في جيوبهم من سجائر بعيدا عن المشهد.

Angel - أمجد 1987-2013

كان أقرب الناس اليه يجلس عابسا مع المعزّين ووجهاء العائلة. وقف في وسط المشهد وهو الذي علّمه وأصدقاءه أن يكرهوا المشهد. في تلك اللحظة، فهم قصد السابقون بتساؤلهم المشؤوم: "لمن تُقرَعُ الأجراس" ؟

مات إبن البلد الذي أحبّتهُ البلد - والذي ككلّ شابّ مات تاركا مستقبله بماضينا: لن تنساه البلد.


Share/Bookmark

الأحد، 20 يناير 2013

جامعة الدول العربية تطبّع مع إسرائيل

مذ قيامها قامت دولة إسرائيل باستقاء شرعيتها ككيان إستعماري في الشّرق الأوسط عبر حجّة الدمقراطية الزائفة، فأعطت العرب "حق" الصويت لتذهب به الى المحافل الدولية وتتباهى بأنها الدمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.
فهم الفلسطينييون القابعون في احتلال 48 هذه اللعبة وباتت مقاطعة إنتخابات الكنيست الصهيوني شعبية حيث وصلت نسبة المقاطعة الى ما يقارب ال 50% (طبعا دون أن نشمل تزوير النتائج الذي سيجعل نسبة المقاطعة أعلى بدرجات).

رفض الفلسطينييون تشريع الكيان الإسرائيلي، رموزه وما لذلك من إسقاطات لشرعية إسرائيل عالميّا. كما ورفضوا التجزئة وشرذمة الشعب الفلسطيني التي يحاول هذا الكيان فرضها عليهم بتفكيكهم الى جماعات جغرافية وسياسية قائلين بصوت واضح: مصير الفلسطينيين واحد.

إن نسبة المقاطعة المتصاعدة سنة بعد سنة تثير قلق إسرائيل وأعوانها ولذلك تحاول إسرائيل وأعوانها هذه الإنتخابات رفع نسبة التصويت لذى العرب لتغطي عورتها فقام الإعلام الإسرائيلي (صحيفة هارتس الصهيونية تحديدا) بنشر مقالة باللغة العربية ولأول مرة مخاطبة بذلك العرب تدعوهم للتصويت بنبرة كولونيالية استعلائية تقتصر على الكذب وتشويه الحقائق. كما وقامت بإنشاء صناديق و"مراكز للدمقراطية" تنشر استطلاعات غير موضوعية بالمرّة وتحثّ العرب على التصويت - كالمركز الإسرائيلي للدمقراطية وصندوق إبراهيم (كيرين أفراهام).

في تاريخ 20.1.2012 قامت جامعة الدول العربية بنشر بيان لها تدعو به فلسطينييو 48 الى المشاركة والتصويت بالإنتخابات وبذلك تساهم بالعمل ضد إنجازات حركة مقاطعة الإنتخابات الشعبية بمفهومها والتي تستقي قرارتها وشرعيتها من الشّعب أولا.
ما زلت أحاول فهم السبب وراء هذا النّداء الّذي يعترض على قرارات الشّعب: قد يكون بسبب العلاقات الشّخصية لبعض الأحزاب العربية المشاركة بالإنتخابات ببعض الأنظمة الدكتاتورية العربية المهيمنة في تلك الجامعة. وقد يكون لتنسيق خفيّ بين إسرائيل وتلك الجامعة التي تدّعي أنها عربية ولكنّي أستبعد كلّ البعد أن يكون ذلك لحماقة اولئك الزّعماء القابعون في صالوناتهم.

عبر هذا البيان تساهم جامعة الدّول العربية في ترسيخ وتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وتعترف بشرعية الكنيست الإسرائيلي وحكومة الكيان الصهيوني التنفيذية وهيئته التشريعية. فتشرّع جميع قرارات العدوان والمجازر التي ارتكبت بحق شعبنا العربي عامّة والفلسطيني تحديدا خرجت من منبر الكنيست مستقية شرعيتها من التصويت الذي تدعي اليها جامعتنا\جامعتهم كما وتضرب أنجع اليات النضال الفلسطيني وهي مقاطعة الكيان والصهيونية محليّا واقليميا.

ليس هذا فحسب، فجامعة الدول العربية في بيانها تعترف بدمقراطية إسرائيل رغم زيفها وتلغي مفهوم الإحتلال والتطهير العرقي لما حصل لنا في عام 1948 وتحوّل نضال الفلسطينيين الى صراع مواطنة لا احتلال في حيّز "الدمقراطية" الإسرائيلية.

وقد يخطئ القارئ بالتحليل عند قرائة البيان ويعتقد أن للفلسطينيين إمكاينة للتأثير على مجاري الإنتخابات وقراراتها العنصرية بحق شعبنا الفلسطيني. ننقض هذه الحقيقة بقانون يهودية الدولة، وهو قانون أساس في إسرائيل يحلّ محل دستورها حيث فسّرته محكمة العدل العليا في إسرائيل (وهي الهيئة المسؤولة عن تفسير القوانين) بثلاثة عوامل: رموز الدولة اليهودية، علاقة إسرائيل بيهود العالم (وتنكّرها للاجئين الفلسطينيين طبعا) والأغلبية اليهودية. ذلك يعني، أن الفلسطينييين داخل 48 وفي نطاق "الدولة" كانوا وسيبقون أقلية حسب القانون وقواعد اللعبة ولذلك لن يستطيعوا تمرير أو صدّ القوانين العنصرية حتّى لو صوّتوا جميعا. من السّهل إثبات ذلك عبر جميع القوانين العنصرية التي تم تمريرها على مرّ السنين رغم تواجد أعضاء الكنيست العرب، وبالمقابل فشل أعضاء الكنيست العرب بتمرير أي قانون (صفر قوانين) تمثّل مصلحة الفلسطينيين والعرب.

ليس ذلك فحسب، فهذه الدعوة الى التصويت تساهم في شرذمة شعبنا الفلسطيني والعربي عامّة، وهنا المفارقة حيث أن هدف "الجامعة" هو تجميع العرب ولكنها بدعوتها هذه الى التصويت هي تطلب منّا - فلسطينيّي 48 - أن ننصهر في كيان نقيض لهويّتنا، طهّرنا عرقيا ويجبرنا في قواعد لعبة إنتخاباته بعدم المساس "بيهودية الدولة" فتجعلنا بدل أن نكون شعبا فلسطينيا واحدا جماعات متفرّقة سياسيا وجغرافيا.

في بيانها تبدي جامعة الدول العربية قلقها من اعتلاء اليمين الصهيوني عرش الحكومة في الإنتخابات القادمة. أولا من يتابع الإنتخابات الإسرائيلية يعرف أن اعتلاء اليمين الصهيوني مؤكّد ويحظى بالأغلبية دون علاقة بتصويت الفلسطينيين. ثانيا، لا فرق بين يمين ويسار صهيوني - فالصهيونية حركة يمينية في طبيعتها وإن راجعت جامعة الدول العربية التاريخ لرأت بأم عينيها أن من قام بأبشع المجازر بحق شعبنا الفلسطيني كان اليسار الصهيوني لا اليمين.

إن الجامعة العربية تشكّل خطرا على شعبنا ووحدته لاسيّما في ظل المواقف المشتركة المتتالية المتماشية مع مصلحة إسرائيل إقليميا ومحليّا.

القدس عروس عروبتكم !!
فلماذا أدخلتم كل زناة الليل الى حجرتها
وسحبتم كل خناجركم .. وتنافختم شرفاً
وصرختم فيها ان تسكت صوناً للعرض
فما أشرفكم أولاد القحبة .. هل تسكت مغتصبة؟!

Share/Bookmark

الجمعة، 11 يناير 2013

الحركة الوطنيّة



في البدء خلق الشّعب الحزب الشّيوعي،
وقال الشّعب: لتكن أبناء البلد، فكانت أبناء البلد.
وقالت أبناء البلد: ليكن تجمّع، فكان تجمّع - وماتت أبناء البلد.
وقال الشّعب: لأكن أنا - فماتت جميع الأحزاب.
وفي اليوم السّابع استراح الشّعب في أرض الميعاد.

- النّهاية -

Share/Bookmark