
في كلّ صراع بين نقيضين يلعب العامل النفسي دورا كبيرا في تعامل الأطراف فيما بينهم، وفي حال صراع التيارين السياسيين اليساري العلماني والدّيني (المتمثّل بالإسلامي) في الحركة الطلابية داخل الخط الأخضر غفل الأول عن بعض المعطيات حتّى ضخّم من قوّة الاخر.
كانت الفكرة السائدة حتى الفترة الأخيرة تشير بأن الإسلام السياسي في الداخل هو الفكر الأكبر من حيث العدد وقد كانت هذه نتيجة حتميّة لعدّة إخفاقات لمن أتوا بهذا التحليل منها:
1. الدّمج بين الصّراع الإجتماعي والوطني واعتبارهما صراعا واحدا.
أي عدم المقدرة على الفصل بين الصّراع ضد الإحتلال والمؤسسة الصهيونية من جهة والصراع الإجتماعي بين اليسار والإسلام السياسي من جهة أخرى.
2. تقديم العديد من التنازلات السياسية من قبل اليسار للإسلاميين لاعتقادهم الخاطئ بأنهم القوّة الكبرى والممثلة لأغلبية الطّلاب حتى بدى أن التّيار المهيمن على الساحة السياسية هو التيار الديني السياسي.
بينما نرى من نظرة لتاريخ لجان الطلاب العرب الحالية والماضية أن الأحزاب العلمانية سويّة يفوق تمثيلها تمثيل الإسلامي بشكل ملحوظ.
هناك العديد من العوارض التي توحي بضعف التّيار الإسلامي وتراجعه أهمها الصوت الطلابي المنادي بالائتلاف بين شقّي الحركة الإسلامية وتحويل الخطاب الطلابي الى خطاب طائفي استعلائي بعد فشلهم في اقناع الطلاب بخطابهم بطريقة أخلاقيّة.
كي يتمكّن اليساريون العلمانيون من التّقدم في هذا الصراع ونقله الى مرحلة أخرى جديدة لابد من أن يدرسوا نتائج تجارب الماضي والتجارب مع الإسلاميين في السّاحة الطلابية ويستعملوا بعض النّقد الذاتي الموضوعي لتلك التجارب.
ملاحظة صغيرة رقم 1:
بالنسبة للإئتلاف الشّامل مع الإسلاميين بكل ثمن: تذكّروا أنه وحده التناقض ووحدها التعددية تنتج التّطور.
ملاحظة صغيرة رقم 2:
بالنسبة لعدم الإئتلاف بين العلمانيين - حسب الدستور الجديد - هي تسليم لجنة الطّلاب العرب للكتلة الأكبر من حيث عدد الأصوات.