من شارك في المظاهرة الشبابية في اللد عشيّة يوم الأرض لابد وأن لاحظ أنها لم تكن كباق المظاهرات - كانت شبابية، ثورية ووحدوية، أو ان سمحتم لي أن أتطرّف بعض الشّيء: مثاليّة. مثاليّة الجيل الجديد الشاب الذي فرض رأيه على القيادات التي هرمت باحثة عن مصالحها الحزبية حتى في مناسباتنا الوطنية.
بدأت عوارض النجاح تظهر منذ التحضير للمظاهرة في اجتماعات التنسيق وفي ميدان التجنيد، حين تجاهلت كل الكوادر الطلابية في الجامعات ما تعلّموه من قياداتهم حول العصبية الحزبية، وعملوا سوية منتجين تنظيم وحدوي من نوع جديد حوى كل الطّاقات البارزة اليافعة التي هاجمت المؤسسة الصهيونية هذه المرّة بدلا من مهاجمة بعضها البعض.
وحّد يوم الأرض جميع الأحزاب، فقامت كل الأحزاب بعكس ما تفعل عادة في الفعاليات الوحدوية بالتجنيد كما لو كانت فعاليتها الخاصّة وقد نتج عن ذلك حضورا - على الأقل في جامعتنا - يليق بمقام يوم الأرض، وبمقام عائلة أبو عيد.
استطاع "جيل الشمينت" اسماع صوته هذه المرّة، فنظّم مظاهرة تفوق بمضمونها، مكانها وزمانها كلّ مظاهرات مجلس الشّيوخ لعرب الدّاخل- أو الخارج. هتفت جميع الكتل شعارات موحّدة، طاغية بعلم فلسطين على كلّ الأعلام الحزبية. ورغم أن الزي الحزبي لم يمنع في الدعوة الا أن أغلب الحضور امتنعوا عن لبسه، الا قلّه والذين خلعوه عندما شعروا بالوحدة في بحر وحدتنا الوطنيّة.
كلّي أمل أن تفهم القيادات التي هرمت هذا رمز مظاهرة اللد. لن نمانع احتفاظهم بمناسبهم وبتنظيرهم، ولكننا نطالبكم باخلاء الشّارع والميدان للشباب: شباب الجامعات، شباب المنارة - "شباب الشمنيت".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق