الأحد، 23 ديسمبر 2012

نبيل شعث يرثي شريكه الصّهيوني قائد الأركان الإسرائيلي السّابق \\ ترجمة


ترجمة لعامود نشره اليوم نبيل شعث في صحيفة يديعوت أحرونوت يرثي بها أمنون ليفكين شاحاك.

نبيل شعث. سلام يا شريك.

عدوّي، صديقي

سيسأل الكثيرون: ما الّذي قد يدفع بفلسطيني لأن يرثي جنرالا إسرائيليّا ؟ والإجابة بسيطة للغاية: أمنون ليفكين شاحاك كان شريكيا بالسّلام، وبقي ملتزما بهذا المسار حتى يوم وفاته.
التقيته في منزله قبل شهر. كان واهنا وهشّا حيث خرج لملاقاتي متّاكئًا على الرّكائز، ولكنّه صان ابتسامته التي عرفتها حسن المعرفه، وقال أنه مصرّ على البقاء حتى تحقيق السّلام. حملتني الذّكريات للقائنا الأول - في سنة 1993 في طابا، مصر.
وصلت طابا بعد القمّة الإسرائيلية الفلسطينية بالقاهرة برئاسة رابين وعرفات. اختارني عرفات كي أكون رئيسا للبعثة الفلسطينية، واختار رابين أمنون في الجهة المقابلة. تصافحنا. ابتسم وقال: "دكتور شعث، في بلادي أنت أكثر شهرة منّي، وأنت تفوقني مهارة بكتابة الخطابات. سأسعد إن إلقيت نظرة الخطاب الذي كتبت للإفتتاح الرسمي للمفاوضات". وفق هذا التواضع الصّادق إفتتحنا المفاوضات. مشينا على شواطئ طابا، ومعا كنّا موضوع الصّورة الشّهيرة: الجنرال والبروفيسور يقودون مفاوضات للسّلام.
عندما عدت الى القاهرة، تلّقيت شرحا حول الجنرال الّذي التقيت في طابا. قيل لي أنه شارك بالإجتياح الإسرائيلي، الذي قتل به بعض أعزّائي المقربين. كان هذا بمثابة صدمة حقيقية. كنّا أعداءا أثناء الحرب، وبات كلّ ذلك حينها قضيّة شخصية للغاية.
قرّرت الإستقالة، ولكنّ عرفات عارض الخطوة وطلب منّي أن أتراجع عنه. صارحت أمنون حول شعوري في لقائنا التّالي، وكانت وردّني ب: "أنا أعرف أنه أمرا صعبا، ولكن لهذا بالضّبط نحن هنا. قتلنا واحدا الاخر بما فيه الكفاية،. حان وقت التّوقّف. أنا هنا كي أضمن حياتنا المشتركة بسلام بدولتين، واحدة بجانب الأخرى".
قضينا ثمانية الأشهر التالية مع طواقمنا محاولين للمرة الحقيقيّة الأولى بتطبيق قرارات أوسلو. تعلّمنا أن نتعرّف واحدا على الاخر بتلك الفترة، وكان واضحا أن التزامه بالسّلام حقيقي وصادق. كان إبنا لجيلا ثالثا من الصّبّاريين حيث عاش جدّه في صفد - وهناك ولدت أنا. كانت المفاوضات قاسية، مفصّل وأحيانا صعبا للغاية، ولكنّنا لم نهجر الطّريق. لم نتنازل. كنّا مصمّمين أن نصل لاتفاق خلال ستّة أشهر.
يديعوت أحرونوت، يوم الأحد \\ التاريخ 23.12.2012 \\ ص 32 - نبيل شعث يرثي قائد الأركان الإسرائيلي السّابق.

تمّ التوقيع على الإتفاق بتأخير أسبوعين فقط. وكان النّهار الأخير صعبا. عرفات، رابين، والرّئيس  مبارك، ووزير الخارجية الأمريكي وورن كريستوفر إنضموا الينا. أجرينا الحديث حتى ساعات الّيل المتأخرة، أمنون وأنا استمرينا بالمحادثات حتى ساعات الصّباح، حتى موعد التّوقيع.  كانت هناك بعض المطبّات في سيرورة التّوقيع، ولكنّا ساهمنا بالتّغلب عليهنّ، كلّ واحد مقابل زعيمه.
عملنا سويّة كي نطبّق الإتفاق التاريخي، الذي فتح عصرا جديدا من الأمل. غرفات والقيادة الفلسطينية عادوا الى غزّة، ومن ثمّ الى الضّفة الغربيّة. السّلطة الفلسطينية تأسست، واستمرت المحادثات. كان مقتل رابين بمثابة ضربة قاسمة بوجه أمل السّلام، ولكنّنا حاولنا بمساع مشتركة إنقاذ عمليّة السلام، دون نجاح يذكر.
أمنون ترك الجيش، وفي نهاية المطاف الحكومة كذلك، ولكنه بقي مخلصا لالتزامه بالسّلام. لم يفهم حينها ما الذي يقتضيه هذا السّلام المركّب كي ينجح: برنامج حقيقي لدولتين، ما يضمن أمن إسرائيل، ويضمن للفلسطينيين دولة مستقلة وحرّة. مع أنّنا جلسنا في إتجاه معاكس على طاولة الحوار، بحثنا طوال الوقت عن معادلة تكون بمثابة إنتصار لكلا الطرفين.
في لقائنا الأخير بدا أمنون متألّما وقلقا من خسارة الأمل ودعم الرأي العام لحل السّلام، ولكن إصراره للسعي لحلّ لم تنقص. تبادلنا الحديث لساعتين، وزادني تشجيعا بإصراره وقوّة تحمّله. أهديته شتلة خضراء داخل وعاء، وكلانا عبّرنا عن أملنا أن يعيش ليراه يزهّر.
سأذكر أمنون دوما كشريكا في السّلام. وكما وعدته بلقائنا الأخير، سأواصل بمساعي لإحلال السّلام.

***
(1) يديعوت أحرونوت: إحدى الصحف الإسرائيلية الأكثر شعبيّة لدى الجمهور الإسرائيلي.
(2) أمنون ليفكين شاحاك: رئيس الأركان الخامس عشر لجيش الدّفاع الإسرائيلي، شارك بالحكومات الإسرائيلية وزيرا للسياحة والمواصلات. من أهم "إنجازاته" كرئيس أركان: قيادة عمليّة عناقيد الغضب في لبنان وإعلان حزب الله كمنظمّة حرب عصابات إرهابية.
(3) الصّباري: لقب باللغة العبريّة يطلق على اليهودي الّذي ولد في إسرائيل ولم يأت إليها عبر الهجرة \ جيل ثالث للصّباريين أي أن جدّه هاجر بالهجرات الممنهجة من قبل الحركة الصّهيونية الى فلسطين.

Share/Bookmark

عندما قرّر سعيد أن يكتب


أنا والرفيق سعيد جمعتنا السّياسة. لا أذكر من لقائي الأوّل مع سعيد سوى الكثير من الثرثرة مع مندوبي الأحزاب محاولين أنا وهو بدورنا تصعيد النّضال الطّلابي، وهم بدورهم ساومونا كي لا "تتأجج الأرواح" وكي لا نورّط أنفسنا والطّلاب "بمشاكل نحن بغنى عنها".
بعد سنوات من ذات النّضال الذي تكرّر بنفس الثرثرة ونفس النّقاشات مع  الجماعة المحزّبين، سكنّا سويّة. تحوّلت شقّتنا الصغيرة الخضراء الى دار تعجّ بالنقاشات السياسية. في الصّباح كنّا نشرب القهوة العربيّة، وفي الليل الجعة مع رفيقتنا ثورة. ناقشنا خلال السنة التي سكنّاها معا معظم الأمور السياسية والإجتماعية - وأضفت الرفيقة ثورة طابعا نسويّا لنقاشاتنا.
أنا والرفيق سعيد جمعتنا السياسة.  بعد أن جرّبنا كل النّقاشات وكل الحوارات، صار من الصّعب أن نختلف على أمر ما (إلا سوريا - إلّا رسول الله) - وصرت أترك تعليمي أحيانا لأرافقه الى حصص الفلسفة في جامعة تل أبيب، وتعلّمت منه الكثير الكثير. فتحول من "بو الشريك" الى رفيق بكلّ ما تحمل الكلمة من معنى.
أنا والرّفيق سعيد في الأردن نبحث عن محترف الرّمال في عمّان - تصوير ثورة
حاولت أن أقنع سعيد أكثر من مرة أن يكتب، ولكنّه رفض وفضّل القراءة أكثر فأكثر عوضا عن ذلك. كتب العديد من المسودّات، وأطلعني وثورة عليها - ولكنّه رفض أن ينشرها، لأنه ليس جاهزا.
أمس، أرسل لي الرفيق سعيد رابطا كي أطّلع عليه، وقد سعدت لمرأى عيناي، فقد قرر الرّفيق سعيد انشاء مدوّنته الخّاصة. ما زالت مدوّنته شابّة عذراء - ولكن أعدكم إن تابعتموه، وتابعتم مواضيعه "سيصعّد" في كتاباته، كما يصعّد معنا دائما في سبل النّضال الطّلابي. تابعوه - وتابعوا مواضيعه، ولكم الكثير مّما لم يكتب سابقا حول الدّاخل الفلسطيني، الفلسفة وخواطر هنا وهناك.

رابط لمدوّنة الرّفيق سعيد - الحيوان السّياسي: http://politikon48.blogspot.com

Share/Bookmark

الخميس، 13 ديسمبر 2012

عشنا بسعادة خلال الحرب،


ايليا خامينسكي
****
عشنا بسعادة خلال الحرب،
وعندما دمّروا بيوت الاخرين، تظاهرنا
ولكن ليس بما يكفي، قاومناهم
ولكن ليس بما يكفي. 
... 
(الشعر الكامل بالإنجليزية بالأسفل)
Ilya Kaminsky
****
We Lived Happily During the War
and when they bombed other people’s houses, we
protested
but not enough, we opposed them but not
enough. I was
in my bed, around my bed America
was falling: invisible house by invisible house by invisible house.
I took a chair outside and watched the sun
in the sixth month
of a disastrous reign in the house of money
in the street of money in the city of money, in the country of money,
our great country of money, we (forgive us) 
lived happily during the war

Share/Bookmark

الخميس، 22 نوفمبر 2012

أفكار حول ما ربحناه وما خسرناه في هذه المعركة

إنتهت أمس جولة جديدة بيننا - الفلسطينيين - وبين المؤسسة الإسرائيلية. أُقرّ الزّمان والمكان حسب معادلاتهم، فكانت حرب أخرى (إستعمال كلمة معركة في هذه الحالة أكثر دقّة) تزامنت قبل الإنتخابات ببضعة أشهر، كما أرادوها هم.
قد يبدو الأمر لوهلة أولى إنتصارا ساحقا للمقاومة، ولكن إنتصارا في المعركة لا يعني إنتصارا في الحرب - لأنه في الحرب علينا التدقيق في مجمل الظروف المستقبلية والانية. فعلينا أن نسأل أنفسنا : ماذا بعد المعركة ؟
إن الربح والخسارة لا يعتمد على معايير مطلقة، بل على مقارنة بين مجمل الإمكانيات الواردة. نعم، ربحنا قوّة ردع المقاومة، وربحنا تلك الصواريخ التي طالت المركز وتل أبيب، وربحنا نشيدا اخر من أناشيد الكرامة. ولكن علينا ألّا ننسى أن هناك أمورا تجري "تحت الطاولة" قد تسبب في المجال بعيد المدى لإحتواء المقاومة وإنجازات الثورات.
القناة العاشرة - العلاقات الإسرائيلية مع حماس
قال المحلل العسكري في القناة العاشرة "ألون بين دافيد" أن القيادة الإسرائيلية استوعبت أخيرا أن سيطرة حماس تساعد على سيطرة إسرائيل، ولذلك ستحاول المؤسسة الإسرائيلية تغيير قواعد اللعبة عبرالمساهمة بطريقة غير مباشرة في بناء الإستقرار في غزّة عبر فتح المعابر بصورة جزئية وتقديم بعض "الهدايا" لحماس على حدّ قوله.
يديعوت أحرونوت - العلاقات المصرية الأمريكية
كتبت يديعوت أحرونوت عن السياسة الجديدة\قديمة التي استعملها باراك أوباما كي يسيطر على الوضع عبر الضغط على محمد مرسي ومصر عن طريق التهديد بقطع المساعادات الأمريكية التي يحتاجونها اليوم أكثر من السابق كي يتجنّبوا انهيارا إقتصاديا.
والضّفة ؟
صراحة، تفاجأت من قيادات فتح (سفيان أبو زايدة تحديدا) والتي رسمت لنفسها صورة إنهزامية تقبل المفاوضات، تمنع إنتفاضة ثالثة وتنسّق أمنيا مع الإحتلال ضدّ أبناء شعبها عندما صرّحت في القناة العاشرة أنها تدعم حماس والمقاومة وأن الشّعب الفلسطيني موحّد.
ليست تصريحات كهذه تأتي من العدم، خاصّة وأن السلطة تحاول- فاشلة - التّقرب من الغرب الذي يدعم إسرائيل بشكل واضح، وتكسر ثوابتنا واحدا تلو الاخر: إن تصريحات "غريبة" كهذه هي نتيجة التهديد المستمر من قبل القاعدة الشعبية الفتحاوية أولا، والمستقلة عامّة في الضفة الغربية. فقد رأت شرائح الشباب في الضّفة المقاومة في غزّة تنتصر بعد العديد من الإخفاقات المستمرة في سياسات السلطة الفلسطينية وعاشت مجد المقاومة من جديد وأعلنت بشكل مباشر أو غير مباشر أن فقدان شرعية أبو مازن وسلطته بات قريبا.
هنا يافا -
عادت المظاهرات الى الشّارع والجامعات في الداخل بعد طول غياب، وبدأت الإصطدامات مع الجمهور الإسرائيلي ما يؤشر على بوادر إنتفاضة ثالثة بكل ما تحمله الإنتفاضة من معنى. إنتفاضة لن تستطيع منعها "قيادتنا" في الكنيست، وفي "نوادي السّلام". في هذه الهبّة رأينا بوادر انتفاض للشباب على القيادات - شباب لا يقبل التّنازل. شباب توحّد بكل أطيافه وأحزابه.
أمّا بعد
في الجامعات عاد الطلاب الى الشّبكات الإجتماعية. إنتهت علامات الإنتفاضة وانتهت الوحدة، وعاد كلّ منّا الى الدعاية الإنتخابية لحزبه أو للمقاطعة.
في مصر، صار مرسي رمزا للمسؤولية يمتدحه ليبرمان، باراك ونتنياهو املين التعاون المستقبلي في مؤتمراتهم الصحافيه.
وحتما سيعود إخواننا في الضفة الى نقاش الإعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المخصيّة.
نعم، فقد خسرنا إنتفاضة ثالثة لكل ما تحمله لشعبنا من معنى، وللأسف، من قرر المكان والزّمان لوقف النار كان العدو مرّة أخرى. فقد وافق على التهدئة لا لخوفه من المقاومين الأبطال فحسب، بل خوفا من انتفاضة ثالثة، وحدة فلسطينية يفرضها الشباب ولكلّ ما لذلك من تبعيّات نعرفها جميعا.
وافق العدوّ وقف إطلاق النار كي لا يخسر المزيد، ونحن انصعنا ولم نربح المزيد.
والحل هو..
إن الحل في أيدينا نحن الشّباب أولا، أن نفرض الخطاب الجديد على قياداتنا في ظلّ كافة التغييرات في الشّرق الأوسط، خطابا ثوريا لا يقبل التنازل. علينا أن نتذكر دائما، وقبل كلّ صراع حزبيّ\فصائليّ أن وحدتنا في المقاومة وفقط المقاومة. ونتذكّر أن المقاومة ثابت وخطّ أحمر كحق العودة وغيرها من الثوابت.
على مصر أن تبني نفسها من جديد باقتصاد يعتمد على الصناعة، التخصص والإكتفاء الذاتي كما فعلت العراق سابقا وتفعل ايران اليوم.  فليست هناك حرّية حقيقية دون استقلال اقتصادي منعزل عن المساعدات الأمريكية يسمح باتخاذات قرارات لمصلحة الشعب لا ضدّه.
وعلى حماس، الغزّاويين والمقاومة أن يعوا، أنهم الأمل القليل الذي تبقّى لشعبنا - أن لا يتنازلوا، ولا يتفاوضوا ولا يسمحوا "لهدايا إسرائيل" و "مساعدات الأمريكان" أن تحوّلها الى "سلطة فلسطينية" أخرى.

Share/Bookmark

الخميس، 13 سبتمبر 2012

سوق "البشبشيم"\سوق الرّابش

موشيه:
موشيه كان يكره العرب، تجنّد في جيش الدفاع الإسرائيلي قبل سنوات عدّة. يحبّ موشيه اليوم السلام، وقد تعلّم العزف على الة العود لأنه يحب حضارة الشرق - يحب ما تخبأه حضارة الشرق من وحشية خلف نظرات الخجل والأدب.
يتناول موشيه كرسيّ  قشّ ممزّق - كان قد اشتراه من عجوز عربية تبيع للسياح مما تصنع لتوفّر لقمة عيشها - ويجلس في زاوية أحد البارات في سوق يافا الذي لا أعرف ما كان اسمه قبل احتلال ال48، ولكني أعرف أنهم يسمّنوه اليوم "سوق هبشبشيم"\سوق الرّابش.
يخرج عوده الخزفيّ من حقيبته، فيلمع في الشمس - تسأله النادلة إذا كان يريد أن يشرب شيئا، فيطلب كأسا من القهوة التّركية، يتناول العود وينظر يمينا ويسارا علّه يرى بعض حب الإستطلاع حول الته الغريبة.

صالح:
يمشي صالح في السّوق، يحاول أن يبحث عن شيئا ما مشترك بين سوق يافا وسوق الناصرة، ولكنّه يفشل. كليهما أسواق مكتظّان بالجلبة وصراخ البائعين، ولكنّ سوق يافا بدا غريبا.
يرى مجموعة من الناس يتجمّعون حول عازف عود يلدغ بمعظم الأحرف، ويعزف الأغاني بطريقة خاطئة، كان يعزف أنصاف النغمات الغربية بدلا من أرباعها الشرقية، فيفقد العزف رونقه.
فجأة، تجلّت الصورة أمام أعين صالح - رأى مجموعة من الشباب والصبايا العرب يرقصون ويغنون مع العازف متجاهلين نشازه وتحريفه للكلمات. صاروا يسمعون اللحن جميلا - لأن العازف أبيض. تساءل صالح ما الذي كان سيفعله نفس الشبان لو وضع أحد سكّان بلدهم كرسيّ قش في "الدّوار" وبدأ يعزف ؟ حتما كانوا سيسخرون منه.
أراد صالح أن يصرخ، أن يتفجر، أن يستعيد العود من العازف - فحضارتنا ليست معروضة للبيع ككرسي القش الممزق الذي يجلس عليه العازف. تذكّر صالح أباه الذي رباه على قدسيّة الموسيقى العربية ورأى بأم عينيه العازف الأبيض الغربي يدنّسها بكلّ وقاحة وفي وضح النّهار وفي سوق يافا الذي لا أعرف ما كان اسمه قبل احتلال ال 48.
ما أن أراد أن يصرخ، حتى علا صوت رون خولدائي (رئيس بلدية تل أبيب) في المنصّه التي خلفه قائلا: "أستطيع أن أقول اليوم بفخر، أن تل أبيب بلد متعدّد الثقافات. أستطيع أن أقول أننا ورغم معاناتنا اليومية من إرهاب الفلسطينيين - ما زلنا نعزف ألحانا يعلو وقعها وقع صواريخ القسّام".


Share/Bookmark

الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

وباء اليسار الإسرائيلي

إن أخطر وباء واجهناه حتى اليوم - نحن الذين بقينا في فلسطين المحتلة عاام 48 - هو وباء يهود اليسار الإسرائيلي.
يبدؤون بالتغلغل فيما بيننا بالمظاهرات والمناسبات الوطنية، ثم يتبنون نكبة شعبنا شعارا لهم (لا لنا) وأخيرا يبدأون بتغيير معايير الثوابت الفلسطينية بما يلائم الحفاظ على امتيازاتهم كيهود أرض الميعاد. يغيّرون الإسم والصيغة، يغيّرون المعايير وتبقى النتيجة نفسها.

ذاكرة

أذكر عندما شاركنا أنا وبعض الرفاق في ذكرى للنكبة أقيمت في جامعة تل أبيب، نظمها اليسار الإسرائيلي - أذكر عندما قال لي أحد الإسرائيليين اليمينيين في المظاهرة المضادة: "إحذروهم (أي اليسار الإسرائيلي)، هم مثلنا - ولكنهم أكثر مكرا". لم أصدقه حينها، ولكني اليوم أرى الصورة بشكل أوضح.
يومها، لم نتحمل الوضع أنا ورفاقي، سعيد، علي محمود وأسرار. أردنا أن نهتف، أن نصرخ أن ننفجر. فإذا بإحدى اليهوديات اليساريات المنظمات، إحدى اليساريات تأتي لتوبخنا : "אל תהרסו את אירוע הנכבה שלנו" / "لا تفشلوا لنا ذكرى نكبتنا نحن".
لم نستمع الى الكلمة حينها، وتبيّن فيما بعد - في وسائل الإعلام أن أحد "مناضلي" اليسار الإسرائيلي في كلمته أكّد "יזכור עם ישראל"/"ليتذكر شعب إسرائيل".

الصهيوني الجديد

إن اليسار الإسرائيلي هو يسار صهيوني، ولكن من نوع جديد، أكثر خبثا وأكثر مكرا. يستقطب الفلسطينيين المشوشين من جراء الإستعمار - يستغل تذويتنا لدور الضّحية، فيلعب بنا كما يريد. يعطينا بعض الحلويات، ليغتصبنا فيما بعد. لينسب نكبتنا له، ويحدد لنا إن كنا نريد كامل التراب الفلسطيني. ليحدد لنا إن كنا تحت إحتلال أو أبارتهايد، إن كانت حيفا تحت احتلال أم الضفة فقط.


نستطيع أن نفهم عقلية هذا اليسار عندما نلاحظ نقاشه مع الشارع الإسرائيلي المبني على مبدأ مناهضة الصهيونية لا حبّا في العرب، بل للحفاظ على اليهود الإسرائيليين في ظل الوضع الإقليمي الذي تشهده البلاد. ليس صدفة ازدياد قوة اليسار الإسرائيلي في أعقاب الربيع العربي، وانتصار المقاومة اللبنانية في حرب تمّوز - إنهم يخافون على حالتهم الإجتماعية/إقتصادية. ليس صدفة أن معظم أبناء اليسار الإسرائيلي جاءوا من عوائل شكنازية غنية لا عمّالية.

من هو اليهودي الغير صهيوني إذا

هو ذلك اليهودي الذي يفهم أولا أنهم يلعب دور المستعمر/المحتل. فينضم الى النضال الفلسطيني بوعي تام لدوره في المعادلة، فلا يحاول فرض رأيه في اليات المقاومة عن الفلسطينيين عن طريق استغلال هيمنته وسيطرته العرقية، بل يتعامل مع النضال كأي فلسطيني.
هو اليهودي الذي يوافق على كامل الثوابت الفلسطينية، من حق العودة، كامل التراب الفلسطيني والقضاء على الصهيونية - بما في ذلك خلفيته الصهيونية.
هو ذلك اليهودي الذي يرفض إسرائيل، ويرفض الهوية الإسرائيلية التي بنتها له إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني.
هو ذلك اليهودي الذي يشرّع المقاومة الفلسطينية بكل الياتها - ولا يقارن صاروخ في سديروت بطائرة تقصف غزّة.
هو ذلك اليهودي الذي يستطيع أن يجرّد نفسه من مخلّفات الصهيونية. هو ذلك اليهودي الذي يرفض المظاهرات المشتركة مع سفاحي شعبنا من الليكود وحزب العمل- لا بل ويقاومها.

الأخطار

إن أخطار هكذا يسار تكمن في تحول اسرائيل الى عنصر عضوي من المنطقة ما يقضي على كل الثوابت، التي هي أساس النضال التي حافظ عليها شعبنا على مدار 60 عاما.
فيتعامل مع نفسه كإسرائيليّا من جهة، ويشارك في كل ما يعرف إسرائيل كدولة يهودية دمقراطية : مظاهرات اليهود في روتشيلد، وانتخابات الكنيست الصهيوني وما الى ذلك، وبذات الوقت يحتك مع العرب، ويحول علاقته معهم الى طبيعية، علاقة تجعل من الإسرائيلي عنصر طبيعي في البلاد له الحق في الحياة بشروطه وبهويته الإسرائيلية ما يتعارض مع ثوابتنا.

فيحول هذا اليسار الإسرائيلي تل أبيب المستعمرة، التي انبنت على أنقاض قرانا المهجرة الى واحدة من عواصم الشرق الأوسط. مثلها مثل بيروت وعمّان ودمشق. فيزور موشيه محمد إبن مخيم اللاجئين في المخيم ويشربان فنجان قهوة ويضحكان سويّة.  أليس هذا قاومه اباؤنا على مدار 60 عاما ؟

Share/Bookmark

السبت، 1 سبتمبر 2012

رسالة الى ليلى،


أكثر ما أحب في مشروع ليلى ثوريتهم الصادقة، تلك الثورية التي لا تبحث عن ذاتها في الكتب معقّدة الكلمات، ولا تبكي الماضي، بل تبتسم لواقعنا الأسود وتعشق مازوخيّته التي صارت جزئا منّا.
أكثر ما أحب في أغاني مشروع ليلى ثوريتهم الصادقة التي تعكس جيلا جديدا ذوّت الاضطهاد فأنتج حرية، أنتج ألحانا سريعة صاخبة وأخرى هادئة تنتظر الإنفجار كتلك التي يخاف منها الوحش الأبيض في غرب بعيد.
أعلنت ليلى في مجموعتها أنها ستكون هي الفرقة التي تفتتح عرض ريد هوت تشيلي بيبرز في بيروت. يجوز التذكير بأن ريد هوت تشيلي بيبرز فرقة ستعرض في إسرائيل وتحديدا في تل أبيب رغم المقاطعة الثقافية العالمية لإسرائيل.

ريد هوت تشيلي بيبرز قرروا أن يكونوا معهم – مع الإسرائيليين، قرروا أن يعرضوا في تل أبيب – عاصمة الإضطهاد والقهر الذي تغني عنه ليلى. قرروا أن يفتتحوا عروضهم في الشرق الأوسط في كيان يكبت أبسط الحريات. الكيان الصهيوني ما زال يبسط الطوابير ويوقف سيارات الفلسطينيين يوميا. ألم تغنوا عن ذلك ؟

لا أستطيع أن أفرض عليكم النازل عن فكرة العرض مع ريد هوت تشيلي بيبرز، فمحبتي لكم لا تكفي لإقناعكم. ولكني أتمنى أن تعيدوا النظر في الأمر، وإن كانت المعادلة معادلة ربح وخسارة – فاطمئنوا، لإنه بإلغائكم العرض معهم ستربحون الكثير الكثير المحبة. ألا تكفي المحبّة ؟


Share/Bookmark

الجمعة، 10 أغسطس 2012

شرك الإنتاج، الفرق، التطبيع البعصات - وما بينهم

كثير مرات الواحد بتخذ قرارات اللي بتضر فيه شوي بالاخر، لإنه مامن إنه مستقبلا هاي القرارات رح تؤثر لو بشوي. هاي السنة قررت أبطل أحب فرقة ريد هوت تشيلي بيبرز (red hot chili peppers) - وقررت أبطل أحاول أسمع فيديوهات فلي عالباص (bass) وأحاول أقلده. قررت أغير كل الإدراك تبعي، وحتى أصير أعتبره عازف باص فاشل.
ما زبطت القصة، بنهاية الأمر ريد هوت تشيلي بيبرز فرقة منيحة، غنانيها حلوة. وفلي بعزف بطريقة حلوة - تعريصة !!
بالاخر قررت بس أقاطع حفلتهم بإسرائيل (تطبيع ومش تطبيع وهاي الأمور)، عأساس تطبيع ومش تطبيع. قرار بعبصلي مزاجي لشوية وقت - إنو رح يكونوا حدي، ويمكن حدى يوصل الصوت لذاني وأنا مارق بالسيارة حد الحفلة - بس أنا شخصيا مامن إنه مستقبلا هيك قرار - صح هو قرار فردي بس رح يؤثر ولو بشوي. 
***
بيناتنا، قصة التطبيع قصة غريبة، خصوصا لإلنا - تبعون ال 48 (من كلمة تبع: خازوق، بتاع، حمد، قضيب) - يعني كل الوقت، نهار وليل نطبّع، منتعلم بجامعات إسرائيلية، مواطنين مناح ومندفع ضرائب. السينما سيتي ؟ العرب فيها أكثر من اليهود. إسا عقدت علي وع فرقة ريد هوت تشيلي بيبرز ؟ يعني ليش بالفن المفروض أقاطع، وبباقي مجالات الحياة ما حدى فارقة معاه ؟
***
إنك تكون تبع 48 قصة معقدة وملان تناقضات. بس مرات إنك تكون تابع للإنسانية\للعروبة\للأمة الإسلامية (الأمة الإسلامية ؟ شو فضل شاكر ؟) بكون أهونلك وأقل تناقضات شوي. مشروع ليلى جايين ععمان - عالأردن، العروبة، المملكة الهاشمية - هاشمة هاشمة. يمكن رح أحس بالإنتماء هناك شوي أكثر من هون. بدي أطلع، بتخيلش رح أطبّع هناك أو إشي. (مع إنو باسبورتي إسرائيلي وطالع عالأردن بس مش مشكلة، منغمض عين عليها).
بحب مشروع ليلى.
***
صاحبي ضرار، إتخذ قرارات بتضرة كل الوقت، وبعرفش أذا بالمستقبل رح تؤثر.. بس هو مؤمن إنها رح تؤثر.. ضرار قرر يعيش فقير، وكمان قرر يضل يعمل موسيقى إسمها موسيقى الضجة - اللي أنا شخصيا ما بعرف كثير ناس بتسمعها، بس كيف فهمت إنو بمصر وبالعالم أجمع في ناس بتحبها.
غرفة ضرار في حيفا

ضرار أعطى حياته للموسيقى، وقرر يقضي أغلب وقته بغرفة ملانة كتب، الات موسيقية وشوية غبرة. ثلاثة ترباع الوقت عزف، والربع الأخير بشتغل فيه عأكام بحث عن الإدراك الموسيقي أبصر شو، إشي كلماته كانت معقدة شوي علي تأفهمه، فما سألت كثير عن الموضوع - شربت شفة قهوة مجيت من السجيارة وتركته يحكي لصديقتنا المشتركة اللي بتتعلم علم نفس.
ضرار بكره كل واحد اله علاقة بالموسيقى، 
بكره كل الفرق، كل إشي فيه مصاري وتجاره وشرك إنتاج، لدرجة إنه كان يطبع موسيقته وموسيقة صحابه عحسابة ويوزعها مجانا عاللي رايح وجاي بحيفا.
الإشي الوحيد اللي بحبه ضرار هو سيد درويش، لإنه حسب رأيه كان عبقري، مش تجاري ومنتج.
ضرار بقول إنو الموسيقى العربية هي مؤامرة غربية.
في كثير شو نحكي عن ضرار.. بدها موضوع لحاله. مهو الزلمي موسوعة موسيقى.
***
حبيت مشروع ليلى لإنهم غنانيهن حلوة، فرقة بنكهة يسارية، علمانية (ماركسية لا؟). فرقة بتنشر أغانيها عالإنترنت ببلاش. كان ممكن ضرار يحبهن زي سيد درويش، لإنهم كانوا ينتجوا أغانيهم بنفسهم بالبداية.
لما أسمع مشروع ليلى بحس حالي قاعد بين صحابي اللي بركب راسي عراسهم، عم نتسكور أو إشي، ومنتفلسف. هيك كلمات أغاني مشروع ليلى.
***
مشروع ليلى تعاقدوا مع شركة إنتاج (artmedia) لإنتاج حفلهم بالأردن. مشروع ليلى صارت كرتات حفلاتهم ب 25 دينار. يعني غلاء 66% بالنسبة للسنة اللي فاتت.وهيك، لوهلة حسيت إنهن صاروا بعاد شوي عنّي.. عنّا إحنا.. 
صراحة، بخاف إسا أفتح موضوع مشروع ليلى قدام ضرار لاكلي بهدلة منه، ويصير يقلي "مش قلتلك ؟؟؟".
لوهلة بعد ما فهمت إنو الإشي مش بس إحساس فردي، بل هو إحساس لكثير ناس.. من البوستات بالفيسبوك وهيك.. تغيرت نظرتي شوي لمشروع ليلى.. تغيّرت وما تغيّرت.
مش عارف أذا أروح، حابب أروح، بقدر أسمح لحالي أدفع 25 دينار. والتعليم ؟ بغيب عنه. بس فكرة إنو في واحد بالأردن بجيلي رح يكون حابب يسمع مشروع ليلى بس ما معاه 25 دينار زيادة يدفعهن قلبتلي مزاجي. فكرة إنو ال 25 دينار هني نهار شغل بالأردن قلبتلي مزاجي (ممكن أكثر كمان).
والله مش عارف ؟ بس بحب مشروع ليلى..
خلص أحسن إشي أفكر بريد هوت تشيلي بيبرز - كس أخت ريد هوت تشيلي بيبرز مطبّعين !

Share/Bookmark

الخميس، 9 أغسطس 2012

a common vision rather than a logo change.

Its not hard to notice – after spending 3 years in Telaviv/Jaffa – that most of the people who are supposed to be leftists are mislead by the artificial colonialist "urban" bubble, where the only view they see behind the window is Telaviv's unreal skyscrapers rather than the whole picture of all the Palestenian villages ruined in 1948.
This misunderstanding leads into a struggle in which fighting the symptoms of this occupation becomes the at the top of priorities instead of fighting the occupation itself, where most of the revolutionary resources are directed to the wrong place, either by fighting local struggles with the municipality and the Israeli Zionist stream, or by transmitting the struggle to the 67 borders.
While I was surfing the internet, I've noticed recently a petition calling to Telaviv's municipality to changeits logo so it'll include Arabic. I do not doubt the credibility of the people organizing the petition, and I know that we are fighting the same fight, however the tools differ. I will try to explain my point of view toward this struggle tactic and explain why I think it harms the struggle rather than developing it.
The Artificial "urban" colonialist bubble described above gives us the feeling that we are citizens who are not equal, and therefore we should fight for Justice within the civil struggle, asking the Zionist institution to change its strategy toward Palestinians rather than imposing the change.  The oppressed was never liberated throughout history by asking for his rights politely from the oppressor, on the contrary, in most of the cases freedom was imposed on the oppressor.
The civilized speech doesn't make the Palestinians citizens because after all in the most basic laws of this state Israel is defined to be the Jews country, asking the Zionist institution for equal civil rights will only legitimize it, covers its nakedness and make us forget the real struggle we are fighting for.
Furthermore, fighting the symptoms will not eliminate the fact that Palestinians are still occupied in their lands,  changing the municipalities logo or fighting for the Palestinians civil rights in telaviv will cancel the fact the millions of refugees are still holding their keys waiting to come back to their homes, it will not eliminate the fact that the Sheikh Muannes cemetery in Ramat Aviv is being destroyed by the Zionist capitalistic gods and of course  the high poverty rate among the Palestenians.
However, the history tough us one thing and it is that if the oppressed struggles with the oppressor in a rivalry conflict he will always win, in our particular case, the history taught us that through 1976's land day, and the second intifada the so called 48 Palestinians imposed a change on the Zionist occupation policy.
To conclude, I think that the leftist movements – especially in Telaviv's bubble – are to review their struggle, because huge energies are wasted on debating the oppressor which if turned to fight the oppressor it could be more effective and more efficient. I think that the leftist movements are to unite with the Palestinians, first by leaving Telaviv's bubble and visiting all the Palestinian villages (with all the respect, Alaraqeeb and Dahmash are not the only Palestinian cities and villages) and understanding the real situation. And secondly by thinking together for a way structure a way for a real struggle with the oppressor rather than being bolt in the system.

Share/Bookmark

الثلاثاء، 26 يونيو 2012

عندما بكت مدرستي !


قبل قليل شاهدت مدرستي تبكي، نعم، لقد شاهدتها تبكي على ضياعها بعد خمسون سنة من العطاء.كانت ذات السّاحات اللواتي لعبنا بها، وتشاجرنا بها، وتعلّمنا بها أن لنا قلب يخفق في أعماق صدورنا الشرقية. نعم، كانت الساحات ذاتها، ولكن الخطابات اختلفت، والشخوص اختلفت.
***
كان يوم سبت، كانت مدرستنا تعيش لبّ الأزمة الإقتصادية - وكان الأستاذ مسعود يعلمّنا مجّانا أيام السبت دروسا طويلة في الفيزياء. كان أحيانا يتناول موضوع العزف، وأحيانا أخرى نحت الحجارة ويعود سريعا لتعليم الفيزياء لأن "الوقت يداهمنا" كما كان يقول دائما. كان ألاستاذ مسعود، يعلّمنا برموزه تلك حبّ الوطن، حبّ ترشيحا التي لم نولد بها. نجح الأستاذ مسعود، وكبرنا وبقينا نحبّ مدرستنا وترشيحا التي لم تكبر معنا، مدرستنا التي بقيت في خيالنا تلك الفتاة العربية البريئة.
***
كنّا نهرب من الحصص وندخن سرّا سوية خلف "الكيوسك" أو في "المدرّج" ونتناول أحاديثا لا قيمة لها بغاية تمرير الوقت. كانت التدخين سرّا أهم العوامل التي جعلت المدرسة متماسكة بطلابها الذين كلّ منهم أتى من قرية مختلفة، وخلفية مختلفة.
صورة لرحلتنا السنوية عندما كانت مدرستنا ما تزال عربية

***
كنت أغار من ترشيحا، ففي ترشيحا، ولخصوصيتها وماضيها الحافل بجرائم الصهيونية، نشأت طبقة شباب مثقّفة وطنيّة حرة رفضت نسيان الماضي وتجاهل الحاضر، وناضلت (وما زالت تناضل حتى اليوم) للعيش بكرامة في عالم خال من الكرامة. كنت أتسائل دوما: لو قصفت بلدي، هل كان شبابنا سينشؤون مثل شباب ترشيحا، يناضلون اجتماعيا وسياسيا يوميا ضد وحوش المستوطنات التي تحيطنا من كلّ جهة ؟ ولا أجد الجواب.
***
كان الأستاذ يوسف ناصر الأستاذ الوحيد الذي نذكر اسم عائلته بعد اسمه عندما نتكلّم عنه. لا أعرف ما السبب، ولكنها عادة ورثناها عن الأجيال السابقة. كانت طريقته في التعليم غريبة، وكانت تضحكنا ولكنها نجحت بجعلنا نحبّ، نقرأ ونكتب اللغة العربية.
كان يكره كتب المنهاج، لم يطلب منّا أبدا أن نشتريها، وكان يشتمها باستمرار. كان يطلب منّا أن نأتي بدفتر قواعد وقلمين، الأول أحمر والثاني أزرق، ويشرح لنا المادة ثمّ يقول لنا ما نكتب بالدفتر بالضبط وبأي الألوان. كانت العنواين حمراء والمادة زرقاء - ما زلت أحتفظ بدفتر القواعد حتى يومنا هذا.
كان يحفظ كلّ أبيات الشعر التي علمنا اياها عن ظهر قلب، وعندما كان يرددها، كانت يبتسم ويمشي في الصف ذهابا وإيابا، الى أن يصل بيت القصيد، فيقف بجانب الشّباك، يرفع صدره الضخم ويضع يده اليمين بجانب أذنه مشيرا لنا بأن نسمع ويلقي البيت بأعلى صوته. كان يحب اللغة العربية حبّا جمّا.
كنا نقلده طريقة القاءه على "المدرج" أو خلف "الكيوسك" ونضحك. ستّ سنين طويلة مرّت وما زلت أذكر جميع تلك الأبيات عن ظهر قلب.
إنها ليست مدرستك يا شلومو ! إنها مدرسة طلابها وأساتذتها

***
كانت المعلمة كاميليا هي تلك المعلمة التي يكرهها الجميع، كانت متغطرسة، تنظر الى الطلاب من أعلى الى الأسفل بنظرات احتقار ولا تقيّم الطلاب حسب قدراتهم، بل حسب مقدار تملّقهم لها.
كانت تعتقد أنها ما زالت في سنوات العشرين، لربما نسيت حينها أن مئات السنين مرّت مذ كانت في العشرينات اخر مرّة. كانت تصادر أغراض الطلاب وتذهب لتخبئهم معها في غرفة المعلمين. وكنا، نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا المضّطهد الذي لا نستطيع الدفاع عن أنفسنا منه.
***
كبرنا، وجاء شلومو بوحبوط ليصادر لنا أغراضنا أغراضنا كما كانت تفعل المعلمة كاميليا، لكنه لم يصادر هذه المرّة بعض الأمور المادية الرخيصة.. صادر مدرستنا، وماضينا وذكرياتنا.
لم أر في الفيديو الأستاذ مسعود، أو الأستاذ يوسف ناصر أو أولاد صفي الذين كنت أدخن معهم خلف على "المدرج" أو خلف "الكيوسك". حتى المعلمة كاميليا، شعرت بالأسف لأنني لم أرها في الفيديو، وشعرت للحظة أنّي أحب كراهيتي لها، أنها جزء من ماضيّ، جزء من ذكرياتي.
لم أر في الفيديو سوى الكثير من الخطابات بالعبرية لشلومو بوحبوط وشركائه، يفتخرون بتاريخ المدرسة التي لم يتعلموا بها، لم يبنوها ولم يشاركوا بتأسيسها. يتكلمون بضمير الملكية، عن البنيان والساحات  والطلاب.
أنا لست ملككم ! المدرسة ليست ملككم ! الماضي ليس ملككم ! أنا طالب مدرسة ترشيحا الشريفة العربية ! أنا طالب مدرسة مسعود، شادية، رشيد، زياد، ايلين ويوسف ناصر ! (وغيرهم الكثير طبعا).
***
عندما أذهب من الشمال الى تل أبيب أنظر أحيانا من الشباك وأخاطب نفسي بلغة أخاطب ذاتي فيها فقط، أحلم فيها بتحرير بلادي، وتحرير نفسي من الإضطهاد بأعمال مجنونة. عندما شاهدت الفيديو، رأيت لافتة يكتب عليها إسم المدرسة بالعبرية، مع أن المدرسة لم تخرّج أي طالب يهودي في الخمسين سنة التي عاشتهن. عندما رأيت هذه اللافتة عدت لأخاطب نفسي بلغة الجنون ذاتها، عدت لأحلم أنّني في ذلك الحفل، أمزق اللافتات، أفجر نفسي بين شلومو بوحبوط وأعوانه المحتلين. وأترك المدرسة لتعود مدرسة ترشيحا الشاملة التي أعرف.

* 18:15 كلمة بالعبري رقم 1
* 23:20 كلمة بالعبري رقم 2
لاحظوا أعلام إسرائيل التي ترفرف بالخلفية، واليافطة التي كتب عليها إسم المدرسة بالخلف باللغة العبرية.

Share/Bookmark

الثلاثاء، 19 يونيو 2012

قصة عالماشي


لم يأبه لسائق سيارة الأجرة الذي زاد السعرة بعشرة شواقل إضافية، لم يكن مزاجه بحاجة الى المزيد من النقاشات، ترجّل بعيدا عن المنزل، احتاج بعض الوقت للإنفراد مع شوارع رمات أبيب الصامته ليلا ليعيد ترتيب أفكاره مرّة أخرى.
جلس على أحد البنوك العشوائية في أحد المتنزّهات العمومية، تناول علبة الدّخان وأشعل السيجارة الأخيرة. عليه الان أن يعود الى الشارع الرئيسي، الى تلك البائعة التي تعمل كلّ الوقت – عرف أنه اذا استفاق دون سيجارة صباح سيتعكّر مزاجه يوم غد.
***
لم تكن سوى صبيّة في العشرين من عمرها عندما أتت الى تل أبيب لتعيش حلم المدينة، لم ترها سوى في برامج الليل المتأخرة عندما كانت تسهر مع والدها على التلفاز. لا تذكر شيئا من ذلك اليوم الذي قررت به أن تترك هدوء الشّمال وتهاجر سوى دموع أمها المتزامنة مع قبلتين، واحدة على كلّ وجنه.
لا تعرف كيف سجنت في ذلك الدكان تذكر أنه كان مشروعا مؤقتا لجني بعض المال كي تدّخر بعض النقود لتتعلم المسرح. اعتادت على ذلك المال الكثير، ونسيت خرير مياه الشمال وصراخ أمها صباحا لتستيقظ. كانت تجيب دائما عندما يسألها أحد الزبائن عن احتمالها تلك الوظيفة أن الوظيفة تلائمها لأنها دائما كانت تسهر ليلا وتنام نهارا.
***
دخل الدّكان، شعر بنسيم المكّيف. تذكّر أن رائحة المشروب تفوح منه، ولكنّه لم يأبه.طلب الدّخان ووضع واحد وعشرين شاقلا بالضبط. لم ينبس ببنت شفه، عرف أن الأسعار في ذلك المكان كانت خيالية، ولكنه كان يدافع عنها أما أصدقائه - الذين حاولوا أن يقاطعوا الدّكان مرارا وفشلوا – بإدعائه أنه يشتري رفاهيته بتلك الأسعار.
جلس على الرّصيف وصار يراقب قطّة نائمة وسط الشارع، شعر بيد تلامس ظهره، وتعانقه، نظر الى الخلف فرأى البائعة تحمل قنينة نبيذ مفتوحة. جلست بجانبه، شربت القليل من فوهّة الزجاجة وناولته اياها، "إنها لا تحب النبيذ"، قال في أعماقه، بدا ذلك من حركة لا إرادية تجلّت في أطراف شفتيها.قالت:
"رح أترك الشغل بكرة"
"والله"
"وبدي أسجل لتعليم المسرح"
"والله؟"
"بكفي، صرلي ثلاث سنين قاعدة بنفس الخازوق.."
"يا سيدي،"
"شو يا سيدي؟ إحكي إشي.."
"بهنيك على القرار الشجاع.. أنا بكرة رح أترك التعليم.."
"حدى بترك التعليم ؟"
"لشو الواحد يتعلم أصلا؟"
"عشان يصير يعرف"
"أو عشان يبطل يعرف"
"كيف يعني ؟"
"لما إنت بتتعلمي، بعلموك كيف تفكري، وبالتالي بتبطلي تعرفي كيف تفكري"
"يمكن أنا عم بضيع"
"عادي، وأنا مش فاهم عحالي أصلا.."
"قصدي من النبيذ.."
"يعني، من كل عقلك، أنا بدي أصير أفيق وأروح عالشغل وأروح أنام ؟"، قال محاولا أن يبعد نظره عن الفتحة بين ثدييها.
"أنا صرلي ثلاث سنين بعمل هيك.."
كان النبيذ يزيده ثقة، ويزيدها خنوعا. شعر بيده تنزلق تدريجيا الى الجهة الداخلية من فخذها، وصار يحرّك إبهامه صعودا ونزولا، شعر بالكثير من الحب، والكثير من الشهوة.
هي لم تتوقع أن تستطيع أرصفة تل أبيب أن تفعل ما لم تفعله عشرات البارات المكتظة بالشباب. خطورة الموقف، حرارة الصيف، النبيذ ويد ذلك الشاب الذي تعرفه ولا تعرفه جعلتها تشعر بحرارة شديدة، لم تكن تلك حرارة صيف السّاحل، بل كانت حرارة أقوى.
وناموا مع بعض، وجابوا ولد، وعاشوا مبسوطين.

Share/Bookmark

الأحد، 10 يونيو 2012

الإختلاف ما بين الإدراك الإقتصادي الصيني والغربي


لا يمكن القول أن الصين مازالت تعتبر دولة اشتراكية الاقتصاد، خاصة وبعد انصهارها عام في سنوات الثمانين من القرن الماضي بالسوق العالمية الحرة عبر خصخصتها  لثلاثة وثمانين شركة حكومية مربحة.
مع ذلك، هناك اختلاف كبير في الإدراك الصيني لمفاهيم الأخلاقيات في الإدارة والتعامل بين الشركات – اختلافات استغلّها مديرو الشرك الصينية ليحقّقوا أرباحا على حساب الغرب.
تضع فلسفة الاقتصاد الغربي الفرد في المركز.  ففي معظم  الجامعات الغربية يتناول تعليم الاقتصاد موديل روبينسون كروزو، الذي يتم تطويره تدريجيا لخلق اليات تساعد الفرد في فهم وإدارة اقتصاده عالمه الذي يهدف بالأساس لزيادة ربحه عبر بحث مجمل الإمكانيات واختيار الإمكانية الأنجع.
هذا النوع من الأنظمة ضبط الكثير من الأنظمة الاجتماعية التي نعيش اليوم، كجهاز القانون مثلا في الدول الغربية الذي تعتبر فيها الشركات كيانا قانونيا منفردا. فحتى لو كانت شركة تسيطر على شركة أخرى، لا يمكن تحويل الأموال بينهما بشكل حر، بل على أساس قروض وديون.
الإدراك الصيني من جهة أخرى، وبسبب تاريخه المتأثر بالاشتراكية، وضع الفرد في الهامش والجماعة في المركز. ففي مرحلة معينة بالتاريخ، انفصلت فلسفة الاقتصاد الصينية عن الغربية، وتم القضاء على الملكية الخاصة، وبالتالي أصبحت جميع الشركات ملك الدولة، وصار التعامل فيما بينها على أنها شركة واحدة.
عندما بدأ انصهار الشركات الصينية في السوق العالمية، اضطر الصينيون أن يتعاملوا مع الأنظمة الاقتصادية التي تمركز الفرد، وبالتالي وانصياعا لقوانين الغرب، اجبروا على الفصل بين الوحدات الاقتصادية لتصبح شركات منفصلة. واضطروا للانتقال من النظام النقدي الى النّظام التراكمي. (.(From cash basis to cumulative basis
مع ذلك، فإن مخلفات الإدراك الاشتراكي لم تنتهي كليّا، وبقي التعامل بين الشرك على أنها وحدات اقتصادية مختلفة تخدم ذات الهدف.
هناك تخصص في الاقتصاد يسمى ب "إدارة الأرباح"، وهو علم يبحث الإبلاغ عن الأرباح في الشرك في نطاق القانون. فقد تستطيع ذات الشركة أن تتلاعب بالأرباح السنوية في نطاق القانون لتعلن عن ربح أكبر أو أصغر حسب أولويات الشركة.
استعملت الشركات الصينية طريقة جديدة للتلاعب بالأرباح المعلنة، وفي نطاق القانون، طرق لم يفهمها الغرب لأول وهلة وفهمها الصينيون نظرا للاختلاف بالإدراك.
أحد العوامل التي تقرر سعر سهم الشركة عندما يتم إصدار الأسهم للمرة الأولى للبيع في السوق الحرة هو ربحية الشركة. أحد العوامل الأكثر تأثيرا على قياس ربحية الشركة هي الأرباح المعلن عنها من قبل الشرك.
قبل إصدار الأسهم قام الصينيون بالتلاعب بالأرباح عبر استغلال علاقاتهم بالشركات الأخرى التي لم تصدر للسوق الحرة ليعلنوا عن أرباح أكبر، ما يؤدي الى تقييم المستثمرين الأجانب للشركات بطريقة خاطئة على أنها قيمتها أكثر ممّا هي في الواقع.
قبل إصدار أسهم الشرك في السوق الحرة، استعمل الصينيون نظام اقتصادي نقدي، وهو باختصار نظام يعترف بالأموال عند وصولها ولا يعترف بالديون مثلا.  عندما انتقلوا للنظام التراكمي، الذي يعترف بالديون، والأموال التي من المفروض تلقيها في المستقبل كممتلكات.
استغل الصينيون انتقال الشركات الصينية الغير مصدّرة من وحدة اقتصادية واحدة الى عدة وحدات منفصلة. فأصبحت الشركات الأخرى "زبائن" الشركات المصدّرة. ونظرا لانتقالهم للنظام التراكمي، طلبت تلك الشركات من الشركات المصدرة بضائع لعدة سنوات مستقبلية دينا. في النظام الغربي تم الإعتراف بهذا الدين كملكية، وبالتالي كربح. وبالتالي أظهرت الشركات الصينية ممتلكات أكبر مما تملك، وربحا أكبر مما تربح.
طريقة أخرى استعملها الصينيون هي إعطاء الشركات المصدرة لقروض طويلة الأمد لباقي الشركات الصينية، وبذلك أخرجت الأموال منها الى شركات الصين الحكومية. ولكن نظرا لأن الدين يعتبر ملكيّة في النظام الغربي، لم يؤثر ذلك على قيم الشركات المصدّرة.

يتبع..
* لم تتم مراجعة الموضوع وتنقيحه بعد..


Share/Bookmark

الأحد، 22 أبريل 2012

عندما يهيمن رجال الدين

لم ننفض غبارحوادث إطلاق النار في عرابة بعد، وها هي رجعية الدين تنجح بمفاجئتنا من جديد بخبر مفاده أن مجهولون شوّهوا لافتات في أم الفحم لمجرد كونها تعرض صور وجوه لنساء.
بالرغم من خطورة ما فعل اولئك المجهولون استطعت أن أتفهمهم، ففي كلّ بلدة عربية هناك شباب طائش يبعث الخراب في البلدان بالعنف والسلاح، أو بتدمير الممتلكات الخاصة - تختلف المبررات، وتبقى الأسباب والنتائج ذاتها.
أما تشريع ناصر إغبارية، المتحدث الرسمي بإسم بلدية ام الفحم، والمنتخب من قبل الحركة الإسلامية بطلبه من أصحاب المحلات التجارية في أم الفحم "بعدم وضع صور لنساء الامر الذي يتنافى العادات والتقاليد الفحماوية"، على حدّ قوله، فهو الذي فاجئني.
لذا، قررت أن أعلق ببعض النقاط حول تعقيب المتحدث بإسم البلدية:
  1. إن مكانة ناصر إغبارية الإجتماعية تتطلب منه أن يكون قدوه للشباب الطائش، لا أن يشجعهم على أفعالهم بتصريحات كتصريحه أعلاه. فعلى حدّ علمي، ليست عاداتنا وتقاليدنا تربي على التخريب والعنف والمس بممتلكات بعضنا البعض.
  2. إن محاولة تصوير الخلاف وكأنه خلاف يخصّ أبناء أم الفحم لا غير، غير مقبول. فبالرغم من كل تضييقات السلطات، ما زلنا شعبا، ومجتمعا متماسكا لا قبائل ودويلات مستقلة. إن تصريح كهذا خطير جدّا، وقد صادفت بعض التعليقات الفحماوية حول الموضوع التي تطلب منا ألا نتدخل كوننا لسنا سكان أم الفحم، بهذا أقول لكم: إن المجتمع الفلسطيني هو أم الفحم، وأم الفحم هي المجتمع الفلسطيني، فرجاءا، لا تطلبوا منّا الا نتدخل في مجتمعنا.
  3. أما التصريح الأخطر هو تصوير مجتمعنا، كمجتمع فاشي، يفرض رأي الأغلبية بحجة العادات والتقاليد ويمنع شتى الحريات. وبهذا أود أن أسأل السيد ناصر إغبارية ما رأيه بالاقتراح الفرنسي لمنع الحجاب لأنه "يتنافى مع العادات والتقاليد الفرنسية ؟". ليست العادات والتقاليد حجّة كافية بنظري - وبنظركم كذلك حسب تصريحاتكم السابقة حول فرنسا - لكبت الحريات.
  4. أخيرا، أود أن أذكركم، أن وجه المرأة كان وما زال موجودا في كلّ مكان، في منازلكم، في شوارعكم، في مستشفياتكم وحوانيتكم. فإما أن تبعثوا بكل نساء أم الفحم الى خارجها، كي تحترموا العادات والتقاليد، وإما أن تراجعوا عاداتكم وتقاليدكم لتناسب الواقع.

Share/Bookmark