مجموعة جائعون للحرية
رسالة الى الرفاق
أبو الزلفة
ردّت السلطات على نداءات الرّفيق في أسامة إغبارية بمداهمة بيته واعتقال ابنه الرفيق محمد – أبو الزلفة – مرة أخرى للتحقيق معه. ما زال إصرار صوته يرن في أذني وكلماته قبل عودتنا بمعنى أنهم اعتقدوا أن حبس محمد المنزلي سيكتم صوته، فها هو يأتي خصيصا الى المحكمة وينادي من حنجرة ابنه.
الإحتلال يقوم بالرد
إن التصعيد الواضح مؤخرا في سياسة المؤسسة الصهيونية تجاه الطبقة الشابّة المسيسّة عبر تطوير اليات قمعها بات واضحا. إن التاريخ يعيد نفسه من جديد، فها هو الإحتلال يزيد من شراسة طغيانه، وها نحن الشباب نعقد اجتماعات لنبحث عن اليات أكثر نجاعة في بيئة يسودها احتلال غاشم يدّعي الدمقراطية واحترام الحريّات.
نجحنا يا رفاق
إن الفاشيّة المتصاعدة مؤخرا والإعتقالات السياسية بمثابة شهادة نجاح لتأثير كلّ ما فعلناه في الاونة الأخيرة من فعاليات أرهبت السلطات وجعلت البلبلة تسود أذهنها، فلجأت الى الترهيب لقمع عقولنا حيث لم تراجع الماضي، ولم تتعلم أن العقول لا تلين من التخويف والقوّة.
لن أخاف بعد اليوم
إن أعظم ما تعلّمت في إضرابنا الأخير عن الطعام هو تحدّي الذات، تحدّي خوفي من ضباب مستقبل الشباب النّاشط سياسيا – فمن تحدى الخوف من الغيبوبة والإستشهاد لن يخاف بعد اليوم من إعتقال أو أسر.
إن تحدينا الخوف من المستعمر يمهّد الطريق لعالم أفضل، لا نخاف فيه نحن وأبناء شعبنا من إبداء رأينا الصريح والدفاع عن الحق مهما كلّف ذلك من ثمن.
معنى الرّفقية
إن أعظم ما تعلمت في إضرابنا أن أكون جزءا من المجموعة، أن أتحمل مسؤولية أعمالي وألّا أنتظر من أقف خلف ظهره بل أحمي الرفاق بظهري كما كانوا سيفعلون لو واجهت أنا ذات الخطر.
كلّي ثقة أن جميع رفاقنا الذين اعتقلوا مؤخّرا كانوا مدركين تماما مدى التضحيات التي قد يودي اليها الدفاع عن الحق وحرية التعبير، ولكن بالمقابل أدركوا أنه ستكون هنالك تحرّكات من قبلنا بمستوى هذه التضحيات.
فهل سنخذلهم ؟ أم سنقوم نحن بالتصعيد واختلاق اليات جديدة لتحريرهم وأنفسنا.
إقتراح رقم 1 – العالم
علينا أولا أن نسقط القناع عن دمقراطية الإحتلال الإسرائيلي التي يتغنى به نتانياهو وجنوده وكامل المؤسسة الصهيونية في المؤتمرات العالمية. لا أبني صراحة على الإعلام العالمي، ولا أعتقد أننا لدينا الطاقة والعدد الكافي للمتابعة والنشر في جميع وسائل الإعلام ولذلك أقترح التوجه الى المؤسسات والحركات النضالية العالمية الصديقة بنداء للمساعدة على التعميم في بلادهم بالطريقة التي يرونها مناسبة. فلتصل أسماء المعتقلين الى العالم العربي، الى أمريكا اللاتينية، أوروبا وغيرها من القارّات.
عبر هذا التواصل يمكننا تنظيم فعاليات تكتسب طابعا عالميا يفرض على وسائل الإعلام تغطيتها. عندها ستأتي وسائل الإعلام راكضة تجاهنا بدل أن يكون العكس.
إقتراح رقم 2 – في فلسطين التاريخية
إن العمل المحلي في حيفا فعّال ومؤثر ولكنه لا يكفي للتجنيد القطري ويقضي على الكثير من الطاقات خاصّة لمن يسكن خارج حيفا. أقترح بهذا أن نتقسم إلى خلايا وكل خليّة تنقل نموذجنا إلى منطقتها في القرى والبلدان والجامعات. هكذا سنصل إلى جميع خيوط نسيج شعبنا.
ستقوم الفعاليات القطرية عبر تنسيق من مندوب أو اثنين من كل خلية مع الهيئة الميدانية القطرية، وبهذا نختصر التعقيدات وفلسفات التنظيم التي تقضي عادة على مرحلة نزولنا الميدان. سينشأ التنظيم عبر عشوائية حركتنا في الشارع، وبهذا سيستطيع التنظيم انتقاد ذاته وتطوير نفسه حسب الظروف بفعل حركته الطبيعية.
إقتراح رقم 3 - نحن
من المهم أن لا ننسى تمرير ما تعلمناه عن تحدي الخوف والوحدة الرفقية للرفاق الجدد، أن نشجع بعضنا كما فعلنا في الإضراب لأن خاصيّة مجموعتنا تكمن في هذا المبدأ. إن هذا المبدأ هو ما جعلنا نجمع على رأي واحد في جميع الإجتماعات السابقة. علينا أن لا ننسى معركتنا الداخلية على وحدتنا عندما ننهمك ونغوص في معركتنا الأساسية الخارجية مع الإحتلال.
إقتراح رقم 4 – كيف نجتمع ؟
ليس من الضروري أن ندخل في متاهات بيروقراطية عصف الأدمغة في الإجتماعات الكبيرة، علينا أن نحدد أهداف إجتماعاتنا مسبقا، وأن تكون هذه الأهداف عملية بمفهوم النزول الى الشّارع والجماهير. أقترح أن يقدم كل رفيق مقترح الى القيادة الميدانية، التي تختار بدورها أحد الإقتراحات العمليّة ونناقشه وحده في الإجتماع كي لا نضيع وقتنا على النقاشات الهامشية (التي سندخل اليها حتى لو لم نرد ذلك كما يحدث دائما).
معا على الدرب