الخميس، 19 مايو 2011

خلل تنظيمي #1

1
لا أعرف ما السبب الخفي الذي تذكّرني دائما نكبة شعبنا لأجله بجدّي رحمه الله الّذي لا أتذكّره سوى بصور متقطّعه ثنائية اللون لعكّاز خشبيّ مرفوع بساعده الخشن مرفقا ببعض الشتائم لهذا أو ذاك حيث - ولسبب خفيّ اخر – أحبّ جدّي أن ينهي جمل غضبه بكلمة "عرص"، عادة ورثتها أنا عنه.
لم يحدّثني جدّي بعكّازه الكثير عن نكبة شعبنا، وجلّ قصصها كنت ورثتها من جيل أبي أو من الكتب، ومن أحاديث عن عائلة مجهولة هجّرت تسكن اليوم لبنان من المفروض أن تصلنا بها صلة دم – كتلك الصّلات التي يقتلون لأجلها اليوم لشرف العائلة في مجتمعنا.

2
أشعر بالفخر والإعتزاز لإنني فضّلت احتساء بيرة "الطّيبة" على بيرة من نوع اخر، فقد فضّلت "الصّناعة الوطنية" على "صناعة الغرب" !
يسأل صاحبي عن مكان "الشّيروتيم"، فتنهال عليه صديقتنا الثالثة توبيخا، صديقتنا التي اعتادت على القدوم الى رام الله العربيّة.. لأول وهلة، شعرت بالإحراج لاستعمال صاحبي العبريّة في "بلاد العرب".. ومن ثمّ تذّكرت عكّاز جدّي، النكبة وأولاد عمّنا في لبنان.. وصمتت..

3
بعد أن انتهى اليوتيوب من انشاد "على طريق عيتيت قال : "ولاي قدّيش نفسي أزور شط حيفا"، هكذا افتتح وطن - لاجئ فلسطيني حيفاوي أردني - حواره معي على دردشة الفيسبوك.
صراحة، لم أعرف إن كانت هذه واحدة من تلك الجمل الرومانسيّة التي نستعملها عادة كي نبدأ الحديث أم أنّها صرخة من صرخات القلب التي تقشعّر لها الأبدان.. كلّ ما أعرف أنّي ما زلت أذكر هذه الجملة حتّى كتابة هذه السّطور.

4
جلّ ما أحبّ في الصّيف نشاز أصوات الشباب على عود صديقي روجيه في سواد ليل إقرث – قرية جليليّة مهجّرة - ليلة قبل قدوم أطفال المخيّم. أحبّ مزاح "أولاد البلد" بين بعضهم، وأتمنى أحيانا لو أن عائلتي كانت هجّرت من قريتها لأشعر بذات الإنتماء لإقرث كروجيه، أو لحيفا كوطن.
لا يجمع عكّاز جدّي، وطن، إقرث ورام الله الا الإنتماء لألحان الرحابنة والشّيخ في صيف المخيّم.. ربما هذا ما يجعلني أتمنى لو أنّني هجّرت.. لو أنّ نكبتي لم تكن جزئيّة..

ملاحظة: تمت كتابة النص قبل 15.5.2011، لا أذكر التاريخ تحديدا
ملاخظة 2: لا علاقة للعنوان بموضوع النّص


على طريق عيتيت
مي نصر

"على طريق عيتيت يامّي ... قطعوا صلاتي
واحد حبيب الرّوح يامّي ... واحد حياتي

ودّعوني وراحوا يامّي ... صوب النّبطيّة
وقالوا شو هم نموت يامّي ... وتبقى القضية

ياريت عيني نهر يامّي ... وشرّبون منّو
وياريت جسمي جسر يامّي ... وقطّعون عنّو

وما بين انصار وعتليت يامّي ... اكتبتلك اشواقي
بترابات الجنوب يامّي ... أنا ورفاقي

نحنا شفنا العذاب يامّي ... ودقنا حلاتو
ويللي نسي أرضو يامّي ... يعدم حياتو

وعلى طريق عيتيت يامّي ... قطعوا صلاتي
واحد حبيب الروح يامّي ... وواحد حياتي"
Share/Bookmark

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق