ها أنا أجلس في المكتبة ومع اقتراب موعد الإمتحان، أشاهد بث الجزيرة المباشر الذي يشاهده الملايين مثلي في ميدان التحرير. أقصد هنا إمتحان الشّعب المصري في ما سمّوه بيوم القيامة ضد الرّجعية العربية عامّة ونظام مبارك الفاسد خاصّة. كيف لي أن أدرس وشعب كامل يحافظ يحاول حياكة غشاء بكارة جديد لكرامته ؟
اليوم، وفي السّاعة الرابعة والنّصف سنتظاهر، نحن شباب الشارع الفلسطيني في الداخل - أو الخارج - مقابل السّفارة المصرية في تل أبيب.
لا أعرف إن كان من اللائق تسمية هذه المظاهرة ب "وقفة تضامنية مع الشّعب المصري"، فالقضيّة قضيتنا و"الوقفة وقفتنا" كيفما نظرنا اليها: فالثورة المصرية هي انتفاضة الشّعب البسيط (أو العمال الكادحين إذا صحّ التعبير) المطالب بالعدالة الإجتماعية. الثورة المصرية هي امتداد للثورة العربية الكبرى التي استقت فورانها من تونس، وأخيرا الثورة المصرية هي ثورة الشّعب الفلسطيني خاصّة، ثورتنا نحن.
بغضّ النّظر عن التيار الذي ننتمي اليه، ان كان وطنيا، قوميّا أو اشتراكيّا مشاركتنا واجب أخلاقي لمساندة الشعب المصري أولا، ومساندة أنفسنا ومبادئنا أخيرا.
يدّعي البعض أن الثورة "جائت في موعد غير مناسب" نظرا لضغط الإمتحانات، وأنه لن يشارك في المظاهرة كي "لا يضيّع الوقت الذي كان يستطيع استغلاله للدراسة"، ليفكّر كلّ واحد منّا بالوقت الذي يضيعه على أمور - برأيي - أقل أهمية من المشاركة في المظاهرة، إن كان من "محبي الصلاه"، فليصّل بهتافات الثّورة مقابل السّفارة المصرية، وإن كان من "محبي الخمرة"، فليتنازل عنها اليوم، وليسكر من استقاء كرامة المصريين، وإن كان من مدمني التّعليم، فلينزل الى الشّارع ويتعلّم الكرامة من اخواننا في مصر.
إن ثورة كهذه قلّما تأتي في نفس الجيل مرّتين، وبهذا أتوجه لكلّ من يفكّر بعدم نزول الشّارع اليوم، وبعد ساعات من الان -هل تريد وبعد سنين من اليوم وعند ذكر الثّورة أن تتذكر أنك كنت من اللامبالين أم تريد أن تتذكر أنك شاركت وحاولت التّغيير ؟
نلتق كلّنا اليوم الثّلاثاء الموافق 1/02/2011
(الساعة الـ 16:30 ( الرّابعة والنّصف مساءً
مقابل السّفارة المصرية، شارع بازل.
إضغط هنا للدخول الى حدث المظاهرة في الفيسبوك والإستفسار حول السّفريات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق